لا شك أنك في مرحلة ما وأنت صغير ركزت نظرك على أنفك، حتى لم تستطع بعدها أن تشيحه، فكلما حاولت تناسي الموضوع، تذكرك عينيك بمنظر الأنف جاسماً في حقلها النظري.
فما الذي يحدث؟
تؤكد الحقيقة العلمية المنطقية أن عينك ترى دوماً أنفك لأنه بطبيعة الحال في حقل الرؤية الخاص بها، إلا أن ما يحصل فعلياً ولحسن الحظ، هو أن أدمغتنا تصفي المعلومات الحسية أو حتى المشاهد التي لا نحتاجها. وتسمى تلك القدرة على تجاهل المدخلات المتوقعة "الاهتمام اللاوعي الانتقائي".
ولعل نفس الأمر يمكن ملاحظته مع النظارات، إذ حين تضعها لأول مرة، لا تنفك تراها، ما يشكل بالنسبة لعينية "رؤية مزدوجة"، تؤدي إلى الانزعاج وعدم الوضوح ما يدفع النشاط البصري والدماغ إلى حذف تلك الرؤية.
ومع الوقت تعتقد أنك اعتدت على النظارات، إلا أن كل ما في الأمر، إذا أردنا تبسيط الموضوع، وعدم الدخول في التفاصيل العلمية البحتة، هو أن دماغك "حذف" رؤيتها، تماما كما نحذف أحيانا من ذاكرتنا المعلومات غير المفيدة.