أول شخص في العالم يخضع لعملية زراعة وجه مرتين إنه بخير، وذلك بعد ثلاثة أشهر من أحدث جراحة رائدة تجرى له.
وكان الوجه الأول الذي زُرع لجيروم أمون قد أزيل العام الماضي بعد مؤشرات على رفض الجسم له بعد علاجه بمضاد حيوي إثر إصابته بالبرد. لكن المضاد تفاعل سلبيا مع الوجه المزروع.
وبقي الفرنسي البالغ من العمر 43 عاما في المستشفى بدون وجه لمدة شهرين أثناء البحث عن وجه ملائم.
وقال "قبلت الوجه الأول على الفور، وهو ما حدث هذه المرة أيضا".
ويعاني أمون من مرض وراثي يسبب أوراما تحدث تشوها حادا في الوجه.
وأجريت له جراحة ناجحة عام 2010، ولكنه أصيب بالبرد عام 2015 وعولج بمضاد حيوي. وكان العقار لا يتماشي مع أدوية الجهاز المناعي التي يتلقاها حتى لا يلفظ الجسم الوجه المزروع.
وظهرت المؤشرات الأولى على رفض الجسم للوجه عام 2016، وفي نوفمبر/تشرين الثاني أضطر الأطباء لإزالة الوجه.
وبقي أمون بلا وجه في غرفة مستشفى جورج بومبيدو في باريس دون القدرة على الرؤية أو السمع أو الحديث حتى تم العثور على وجه جديد وإجراء زراعة جديدة.
وتجنبا لرفض الجسم للوجه الجديد، عولج امون، الملقب في وسائل الإعلام الفرنسية بـ "صاحب الوجوه الثلاثة"، بأسلوب خاص لتنقية الدم قبل الزراعة.
وما زال وجهه الجديد بلا حراك لعضلاته وما زال يحتاج لضبط وجهه الجديد مع جمجمته وملامح الوجه، ولكنه يشعر بتفاؤل إزاء شفاه.
وقال أمون للتلفزيون الفرنسي "لو لم أقبل الوجه الجديد، لكان الأمر مروعا. إنها مسألة هوية، إنه أمر جيد، هذا أنا. أنا في الـ 43 والمتبرع في الـ 22، وهكذا اصبحت في الثانية والعشرين مجددا".
ودامت الجراحة ساعات طوال وكانت تحت إشراف البروفيسور لوران لانتييري، المتخصص في زراعة اليد والوجه، والذي أجرى جراحة أمون الأولى منذ ثمانية أعوام.
وقال لانتييري لصحيفة لو باريزيان "الآن نعلم إن اجراء زراعة ثانية للوجه أمر ممكن. الأمر لم يعد فقط مجالا للبحث بل دخل حيز التطبيق".
وقال طبيب التخدير برنار شولي "أن يفقد شخص وجهه ويتوجب عليه الانتظار لمتبرع محتمل مفترض لفترة غير معلومة...إنه أمر لم يشهده أحد هنا سابقا".
وأضاف "تذهلني شجاعة مريض تمكن من تحمل محنة مثل هذه".
وكانت أول جراحة لزراعة الوجه في العالم في فرنسا عام 2005، ومنذ ذلك الحين أجريت نحو 40 جراحة مشابهة في مناطق مختلفة