ت أسعار النفط الخام هبوطها لليوم الثاني على التوالي، ونزلت عقود الخام الأميركي تسليم يونيو/ حزيران قرب 10 دولارات للبرميل، مدفوعة بتخمة المعروض واستمرار انكماش الطلب العالمي، والمخاوف بشأن تضاؤل طاقة تخزين الخام عالميا.
ورغم إعلان عديد الاقتصادات بدء فتح تدريجي لأسواقها وقطاعاتها الإنتاجية، فإن ذلك لم يفتح شهية أسعار الخام التي راوحت مكانها في مستويات متدنية.
وفي حدود الساعة الثامنة و19 دقيقة بالتوقيت العالمي، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/حزيران المقبل بنسبة 17.14% ليبلغ 10.6 دولارات للبرميل، قبل أن تواصل خسائرها.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو/حزيران إلى 18.85 دولارا، قبل أن يقلص قليلا من خسائره، لكنه ظل دون 20 دولارا للبرميل.
وامس الثلاثاء هوى الخام الأميركي بنسبة 25%، وتراجع خام برنت عن مستوى 20 دولارا للبرميل، مدفوعيْن بهروب المستثمرين المتوترين من خام القياس الأميركي بسبب نقص في قدرات التخزين المتاحة للتعامل مع انهيار في الطلب ناتج عن جائحة فيروس كورونا.
يأتي هذا الهبوط مع توقعات برغبة صندوق النفط الأميركي في التخلص من عقود النفط تسليم يونيو/حزيران المقبل، وسط خشية من تكرار سيناريو هبوط أسعار العقود تسليم مايو/أيار، والتي بلغت ناقص 40 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي.
ولم يستبعد الخبير النفطي الكويتي الدكتور أحمد بدر الكوح تكرار سيناريو ما بات يعرف بالاثنين الأسود في أسواق النفط.
وقال الكوح للجزيرة نت إن "هناك احتمالات بذلك، خاصة أن العوامل نفسها ما تزال قائمة، أي امتلاء المخزونات في مقابل ضعف الطلب".
وأضاف أن الكل تعلم من درس الاثنين الماضي، ويرغب في التخلص من عقود النفط التي بحوزته، مخافة أن يجبر على بيعها بأسعار متدنية كلما اقربت آجال نهاية تداول عقود تسليم يونيو/حزيران القادم.
اتفاق "أوبك بلس"
يبدأ تحالف "أوبك بلس" مطلع الشهر المقبل خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا ولمدة شهرين، في اتفاق وصف بأنه أكبر خفض تاريخي للإنتاج.
كما سيتم تقليص خفض الإنتاج إلى متوسط 8 ملايين برميل يوميا اعتبارا من يوليو/تموز المقبل حتى نهاية العام 2020، يتبعه اتفاق بتقليص خفض الإنتاج إلى 6 ملايين برميل يوميا، يبدأ مطلع العام 2021 حتى أبريل نيسان 2022.
وحتى مع اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا على خفض قياسي لإنتاج النفط، فإن حجم الخفض غير كاف لتعويض انخفاض الطلب بنحو 30 مليون برميل يوميا بسبب قيود جائحة "كوفيد 19".
ونتيجة انهيار الطلب، يُقدر أن طاقة التخزين البرية العالمية امتلأت بنسبة 85% في الأسبوع الماضي، حسب بيانات شركة "كبلر" الاستشارية