ل مقال في صحيفة ديلي تلغراف الاختبارات الصاروخية البالستية التي أجرتها إيران مؤخراً وأدانها البيت الأبيض، معتبراً ذلك سلوكاً عدائياً فأصدر بموجبه تحذيره لطهران بوضعها "تحت الملاحظة".
واستهل الكاتب كون كوغلين في مقالته تلك بأن كل الدلائل تشير إلى أن طهران عازمة على إثارة المواجهة بينما تواصل تصعيد سياستها لتقويض المصالح الغربية في جميع أنحاء العالم العربي.
واعتبر كوغلين أن هذه الاختبارات الصاروخية خرق لروح الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2015، وأنها ليست سوى غيض من فيض بالنسبة إلى التهديد الأكبر الذي تشكله للاستقرار الإقليمي.
وأشار الكاتب -في مقالته بصحيفة ديلي تلغراف- إلى تورط الحرس الثوري الإيراني في اليمن ومساعدته للتمرد الحوثي بالأسلحة المتطورة، وأنه يشبه مساندة إيران لطالبان، مما أدى إلى أن تجد القوات البريطانية في جنوب أفغانستان نفسها وقد تعرضت للهجوم من الأسلحة الإيرانية.
وفي العراق تتبدد آمال الشفاء من الانقسام الطائفي العميق الذي نما أثناء أكثر من عقد من الصراع بسبب الدعم الإيراني للمليشيات الشيعية العازمة على منع أي مصالحة مع الجماعات السنية التي يزعم خصومها أنها هيمنت في السابق على المشهد السياسي تحت حكم صدام حسين.
كما أن تقرير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين التي قام بها نظام الأسد في سجن صيدنايا العسكري يسلط ضوءا جديدا أيضا على تورط إيران في سوريا، حيث تنفق طهران نحو خمسة مليارات دولار سنويا لحماية نظام الأسد أقرب حليف إقليمي لها.
كذلك لم تتهاون إيران في محاولاتها لتخويف دول الخليج، حيث اتهمت بتدبير هجوم الشهر الماضي على سجن في البحرين قتل فيه شرطي وفر منه عشرات السجناء.
ويرى الكاتب أن الوقت قد حان كي تفيق واشنطن لواقع النفوذ الإيراني الخبيث في الشرق الأوسط والتصرف وفقا لذلك، وأنها إذا تركت وشأنها ليكون لها موطئ قدم دائم في عواصم عربية مثل بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء فإن التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط سيتغير إلى الأبد لصالح طهران.
وختم بأن هذا الأمر سيكون كارثة كبيرة للغرب وحلفائه الإقليميين، ولهذا السبب يجب أن يكون تحذير ترمب لطهران مشفوعا بإجراء صارم إذا رفض الملالي أن يصلحوا أساليب المواجهة.