لتزمت أسرة رجل الأعمال اليمني، عبد العليم الشلفي، الصمت بعد تداول أنباء عن اختفائه في مطار دبي قبل أسابيع، وظهور أنباء أخرى بعد ذلك عن عملية نصب قام بها بحق قيادات في جماعة الإخوان المسلمين في تركيا وبريطانيا بمبلغ يفوق 140 مليون ريال سعودي (ما يعادل 37 مليون دولار تقريباً). بينما أكد مقربون من أسرة الشلفي، لـ"العربي الجديد"، أن حادثة اختفائه مرتبطة بالأنباء التي سرّبتها بعد ذلك مواقع مصرية محسوبة على النظام بشأن عملية النصب. وذهبت المصادر إلى القول إنه "قد يكون هناك دور مصري بهذا الخصوص"، مشيرة إلى أ) "الشلفي رجل أعمال معروف وله تعاملاته المالية غير المخفية". وقالت المصادر إن الشلفي اختفى قبل أسابيع في مطار دبي أثناء تواجده مع أسرته بينما كانوا متجهين إلى كوالالمبور، إلا أنه اختفى عن الأنظار ولا توجد أنباء عنه حتى اليوم. ونفت الإمارات رسمياً أن يكون الشلفي موجوداً على أراضيها أو تم توقيفه على خلفية أية قضية، مشيرة عبر تصريحات لوزارة الخارجية، إلى أنه قد غادر أراضيها دون تحديد الوجهة التي غادر إليها. إلى ذلك، استبعد أمين لجنة العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان، ما أثير أخيرا بشأن قيام الشلفي بالنصب على قيادات في الجماعة وتبديد مبالغ مالية طائلة تقدر بملايين الريالات السعودية، بهدف استثمارها والإنفاق من ريعها على أنشطة الجماعة ومصروفات إعاشة المطاردين وأسر الضحايا. وقال، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، عبر الهاتف: "ليست عندي معلومة تؤكد صحة هذه الأنباء أو تنفيها، ولكن بشكل شخصي أرى أنه من غير المعقول حدوث ذلك". وتابع: "على افتراض أن الجماعة لديها هذه المبالغ الكبيرة، ليس من المعقول أن تستثمرها بهذا الشكل أو تضعها لدى رجل أعمال واحد". وأثار عدد من النشطاء أنباء عن تعرض قيادات بالإخوان لعملية نصب على يد رجل أعمال يمني، أدت إلى ضياع نحو 140 مليون ريال سعودي ما بين أموال مملوكة للجماعة بهدف استثمارها، وأموال شخصية مملوكة لقيادات بالجماعة في المملكة. وذهبت مصادر إخوانية بالسعودية إلى حد القول إن أموال الإخوان المصريين المتواجدين في السعودية، التي ضاعت في هذه الواقعة تصل إلى نحو 600 مليون ريال سعودي، كان جزء كبير منها مخصصًا للإنفاق على المطاردين وأسر الشهداء والضحايا، فيما أكد مصدر أن المبلغ يقدر بنحو 2 مليار ريال سعودي ما بين أموال مملوكة للجماعة وأخرى استثمارات شخصية لقياداتها وأعضائها. وكانت قيادة الجماعة قد أصدرت بيانا رسمياً يوم 14 فبراير/شباط الجاري، نفت فيه تلك الأنباء المتداولة بشأن ضياع الأموال، وقالت: "تداول البعض خبرا صحافيا حول صفقات تجارية وتوظيف أموال وتعرض الجماعة لعملية نصب واحتيال بهذا الخصوص"، مضيفة "نؤكد للجميع أن هذه الادعاءات عارية تماماً عن الصحة، وأنه لا دخل للجماعة ولا لقياداتها أو رموزها بما يتم الترويج له"، معتبرة أن ما يتم نشره في هذا الصدد يأتي في إطار حملة لتشويه صورة الجماعة. وفي المقابل، كشفت مصادر إخوانية مصرية خطاباً موجهاً من وزارة الخارجية اليمنية إلى سفارة اليمن بالإمارات للاستعلام عن المواطن اليمني عبد العليم الشلفي، وهو نفسه الشخص الذي يتهمه عدد من الإخوان بالنصب عليهم، وما إذا كان تعرض للاختفاء على يد السلطات الإمارتية أثناء مروره بدبي قادما من السعودية ومتجهاً إلى ماليزيا. كما تداول النشطاء أيضا صورة من رد السفير فهد سعيد، سفير اليمن في أبو ظبي، بشأن خطاب خارجية بلاده الخاص بالاستعلام عن الشلفي.
المصدر : العربي الجدديد