في 26 نوفمبر 1830، شهدت مدينة البليدة الجزائرية مذبحة مروعة نفذها الجيش الفرنسي بقيادة الضابط "ترولر".
هذه الجريمة استهدفت المدنيين بلا تمييز، حيث انتشرت جثث النساء والأطفال في الشوارع، ما حول المدينة إلى مقبرة جماعية خلال ساعات قليلة، دون أن يبقى أحد لتوثيق أعداد الضحايا.
عكست هذه المذبحة، التي اعتبرت بداية لسلسلة طويلة من الجرائم الفرنسية في الجزائر، ذروة العنصرية والتوحش الاستعماري.
حتى الشخصيات الثقافية الفرنسية البارزة، مثل فيكتور هوغو، أظهرت تعاطفها مع العنف الممارس، حيث وصف الجزائريين بـ"البرابرة" ودعا للتعامل معهم بـ"لغة القوة".
على مدى 132 عامًا من الاحتلال، مارست القوات الفرنسية جرائم منظمة تمثلت في القتل الجماعي، تدمير المساجد، وسرقة الممتلكات.
قادة الجيش الاستعماري تفننوا في إبادة الجزائريين جسديًا ومعنويًا، عبر استهداف الهوية الوطنية والثقافية.
من بين أبرز هذه الجرائم، اعترف الرائد مونتاناك بقطع رؤوس الشباب وقتل كل من تجاوز سن الخامسة عشرة، مشيراً في رسائله إلى أن قتل الرجال وبيع النساء كرهائن أو في مزادات كان من أساليبهم المعتادة.
في كتابه "رسائل جندي"، تفاخر مونتاناك بقتل 1300 امرأة وطفل في معركة واحدة، بينما أشار الجنرال كافينياك إلى إحراق قبيلة بني صبيح بأكملها في كهف مغلق.
حتى المفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار وصفت هذه الجرائم بأنها إبادة جماعية، مشيرة إلى أن فرنسا قتلت أكثر من مليون جزائري وأحرقت قرى بأكملها وارتكبت أبشع أنواع التعذيب.
يعتبر العديد من المؤرخين أن الفظائع الفرنسية في الجزائر تضاهي، وربما تفوق، جرائم النازيين، مما يسلط الضوء على حجم المعاناة التي تعرض لها الشعب الجزائري خلال الاحتلال.