وزارة الصحة : أكثر من 50 الف شهيد و34 الف جريح منذ مارس 2015

في مؤتمر صحفي نظمته وزارة الصحة والبيئة في صنعاء بمناسبة اليوم الوطني للصمود، تم الكشف عن أرقام مروعة تعكس كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة. استعرض الناطق الرسمي باسم الوزارة، الدكتور أنيس الأصبحي، تقريرًا شاملاً بعنوان "الحصاد المر" الذي يوثق آثار العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على القطاع الصحي خلال عشر سنوات من الحرب والحصار.

ومنذ مارس 2015 وحتى مارس 2025، بلغ إجمالي عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان 50,479 شخصًا، بينهم 15,885 شهيدًا و34,549 جريحًا. الأطفال والنساء كانوا من أكثر الفئات تضررًا، حيث سجل عدد الضحايا من الأطفال 8,010، منهم 3,203 شهداء و4,807 جرحى. أما النساء، فبلغ عدد الضحايا 6,565، منهن 3,228 شهيدة و3,337 جريحة. وفي ظل العدوان المستمر، وصل عدد الضحايا منذ بداية عملية إسناد غزة إلى 189 شهيدًا و575 جريحًا، بينهم 53 طفلًا و17 امرأة. كذلك، منذ إعلان الهدنة، بلغ عدد الضحايا في المناطق الحدودية 5,633 شخصًا.

وتم استهداف 542 مرفقًا صحيًا، حيث دُمر 165 مرفقًا بالكامل، بينما تعرض 376 مرفقًا لأضرار جزئية. هذا الاستهداف المتعمد أدى إلى إخراج 55% من المرافق الصحية عن الخدمة، في حين أن 45% من المرافق المتبقية تعمل بحدها الأدنى.

وأسفر العدوان عن استشهاد 66 من الكوادر الطبية والتمريضية، بينما اضطرت 95% من الكوادر الطبية الأجنبية إلى مغادرة البلاد. كما غادر 7,000 طبيب يمني للعمل خارج الوطن، مما تسبب في أزمة حادة في الكادر الطبي.

وتدمير مصنع أدوية ومصنعين للأوكسجين، بالإضافة إلى استهداف 100 سيارة إسعاف أثناء أداء مهامها الطبية.

وأصبح 1,630 صنفًا دوائيًا شحيح التوافر بسبب العدوان والحصار. توقفت 16 شركة دوائية عن العمل، مما أدى إلى فقدان 1,329 صنفًا دوائيًا نتيجة توقف 83 مستوردًا عن الاستيراد. ارتفعت نسبة الاحتياج السنوي لبعض الأدوية بنسبة 500%. ومنع دخول اليود المشع زاد من معاناة مرضى سرطان الغدة الدرقية.

وتوفي 864,000 طفل دون سن الخامسة خلال عشر سنوات، ويموت 80 مولودًا أقل من 28 يومًا يوميًا. توفيت 46,000 امرأة بسبب مضاعفات ناتجة عن الحصار والعدوان، بينما سجلت 350,000 حالة إجهاض و22,000 حالة تشوهات خلقية.

وسجلت 11,707,141 حالة اشتباه بأمراض وبائية بين عامي 2016 و2024، مع وفاة 10,228 شخصًا بسبب هذه الأوبئة.

وبحاجة إلى السفر للخارج، 100,000 مريض لم يغادر سوى 500 مريض شهريًا. الرحلات الأسبوعية إلى الأردن لا تغطي إلا 10% من الحاجة الفعلية.

ويعاني 7,000,000 شخص من اضطرابات نفسية بسبب الحرب، 98% منهم لا يحصلون على أي رعاية نفسية.

الأرقام التي كشفتها وزارة الصحة والبيئة تعكس كارثة إنسانية غير مسبوقة. بعد عشر سنوات من العدوان والحصار، أصبح القطاع الصحي في اليمن على شفا الانهيار. الموت البطيء هو المصير الذي ينتظر الآلاف من المرضى والأطفال والنساء، مما يضع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أمام مسؤولية تاريخية. إما أن يتحرك العالم لإنهاء هذه الكارثة، أو أن يظل شريكًا في جريمة إبادة شعب بأكمله بصمته وتواطئه.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص