نشرت صحيفة “لوجورنال دوديمانش” الفرنسية؛ تقريرا تطرقت فيه للحديث عن التطورات التي ستطرأ على السعودية بعد تعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان وليا للعهد، خلفا للأمير محمد بن نايف.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، إن سياسة السعودية ستكون أكثر حدة. وتعيين ابن سلمان في هذا المنصب يعد بمثابة خطوة نحو مزيد من تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، في حين يطمح الأمير الشاب إلى تغيير جذري داخل المجتمع السعودي المحافظ.
وذكرت الصحيفة أن تولي شخص واحد لأكثر من منصب لا يعد سابقة في السعودية، علما بأن ابن سلمان قد عيّن وزيرا للدفاع سنة 2015، والآن تولى أيضا منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية. ولعل هذه المناصب المرموقة في هياكل حيوية ستتيح للأمير فرصة إدارة سياسة بلاده الاقتصادية، ناهيك عن لعب دور بارز على الساحة الدولية.
ويرى الكاتب والصحفي الفرنسي، أوليفيه دو لارج، أنه من أولويات ولي العهد الجديد تعزيز التقارب مع “العم سام”، حيث سارع ابن سلمان إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عشية تنصيبه وزيرا للدفاع.
ويقول دو لارج إنه ما من شك أن الأمير الشاب يقف وراء دعوة ترامب إلى زيارة الرياض خلال أواخر شهر أيار/ مايو الماضي. وذلك إن دل على شيء، فهو يدل على مساعي ابن سلمان الحثيثة لكسب ود واشنطن.
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تقارب وجهات النظر بين ابن سلمان والرئيس الأمريكي فيما يخص موقفهما من إيران. وفي هذا الإطار، نوهت الأخصائية في قضايا الشرق الأوسط، أنييس ليفالوا، أن “كلا الطرفين يشمئزان من إيران، حيث أبدى ترامب عداءه لطهران رغم أن سلفه، باراك أوباما، وقع معها عدة اتفاقيات بخصوص البرنامج النووي. وبلا شك فإن موقف ترامب من طهران سيثلج صدر محمد بن سلمان”.
وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان قد عمل على إثبات نفسه عندما تولى منصب وزير الدفاع؛ محاولا إقناع باقي الأمراء بتولي هذا المنصب الحساس، علما بأنه العقل المدبر لمخطط التدخل العسكري السعودي في اليمن. ووفقا الأخصائية ليفالوا، فإن “تدخل محمد بن سلمان عسكريا في اليمن ليس لمحاربة انصار الله فحسب، بل ليملي رأيه على باقي وزراء آل سعود”.
وأكدت الصحيفة أن ابن سلمان يعد سرية الجيل الجديد من الأمراء الذين يريدون القطع مع سياسة الماضي. وتنقل عن ليفالوا قولها: “السعودية قد تمكنت نوعا ما من الحفاظ على بريقها كقوة إقليمية إلى حدود انطلاق ثورات الربيع العربي. ولا يعد ابن سلمان الرمز الوحيد الممثل لجيل الأمراء الجدد، فهناك من يشاطره نفس الرؤية إلى حد ما، على رأسهم محمد بن زايد في الإمارات. فهذان الأميران يعملان على الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على مراكز اتخاذ القرار في بلديهما”.
أما على الصعيد الداخلي، يعمل بن سلمان على إطلاق موجة من الإصلاحات داخل المملكة، وقد استهل إصلاحاته ببرنامج اقتصادي تبلور في “رؤية 2030” الاقتصادية. وتتلخص هذه الرؤية في البحث عن بديل اقتصادي بعيدا عن الثروة الطاقية. كما وصل به الحد إلى الدعوة إلى خصخصة 5 في المئة من شركة أرامكو النفطية. أما على الصعيد الثقافي، فقد أعد ابن سلمان مشروعا مرتكزا على الانفتاح، حيث نظم الأمير الشاب عدة حفلات موسيقية ومهرجانات مسرحية، في تحد صارخ لتقاليد المجتمع السعودي “المحافظ والمتزمت”، بحسب الصحيفة.