اليمن ..أزمات متلاحقة وضع كارثي في ظل صمت إقليمي ودولي


يعيش المواطنون في صنعاء أزمات متلاحقة؛ ويبدو أن الأزمات ستتصاعد، ولن تقف عند حد معين
وفي ظل عدم الرقابة الذاتية و المجتمعية والدولة التي هي في الأساس غائبة والكل يعلم بذلك؛ وجد ضعاف النفوس الفرصة سانحة لفعل ما يحلو لهم بالتلاعب بأقوات الناس وأرزاقهم. لم يكد التجار يصدقون أن السعودية أغلقت المنافذ الحدودية حتى سارعوا الى رفع الاسعار في كل شيء؛ وخصوصا الأشياء الضرورية كـ الغاز والدقيق والزيت والبترول. كل ذلك يهيئ الى انتفاضة عارمة في وجه الكل؛ لإيصال الصوت عاليا للمجتمع الدولي وكل الأحرار بأن هناك شعبا في مكان ما يسمى اليمن يتعرض لأسوأ أنواع التعذيب والموت البطيء. والملاحظ بأن المواطنين في صنعاء تكيفوا مع الأزمات ولن يثوروا او ينتفضوا؛ لأنه ليس لديهم القدرة على فعل ذلك. القمع الشديد والصمت المخيم من قبل السواد الأعظم وعدم وجود رجال دولة ربما يعول عليهم التعامل المسؤول مع احتمال خروج الناس لتعبير عن رفضهم لما يجري وما يعتمل كل ذلك جعل الشعب يلغي فكرة الانتفاضة او التفكير بها. يقول أحد المواطنين في صنعاء عشية إعلان السعودية غلق المنافذ البرية والبحرية والجوية: "ذهبت الى محطة تعبئة الغاز لتعبئة اسطوانة الغاز المنزلي؛ فقرأت في لافتة مكتوب عليها 20 لترا ب4300 ريال؛ فأردت أن أدفع المبلغ فإذا بصاحب المحطة يقول لي باقي 500 ريال؛ قلت له السعر هنا ب4300؛ فنزع اللافتة وأخرج لافتة أخرى مكتوب عليها 20 لترا ب4800 ريال؛ قلت له اتقو الله. قال: كان سعر أمس؛ وهذا سعر اليوم". يواصل المواطن حديثه "انتظرت قليلا؛ حتى استوضح الأمر؛ فإذا بي اتفاجأ بآخرين يمرون من أمامي ويقولون لي بكم الغاز؟ قلت ب4800 قالوا في المحطات الأخرى ب5000 ريال". يواصل حديثه وأثر التعب على وجهه "انطلقت واستدنت 500 ريال وملأت الأسطوانة ورجعت الى البيت". بحثت عن مسؤولين وعقلاء علي أجد جوابا أو تفسيرا لما يحدث لكني لم أجد غير جواب واحد "نعيش في ظل حصار وعدوان سعودي صهيو أمريكي وعلى الشعب أن يصمد والنصر قريب وقريب جدا". حركت رأسي متعجبا من هكذا جواب. تلتفت يمنة ويسرة علك تجد ما يسرك في العاصمة صنعاء إلا انك لن تجد غير المآسي والآهات والقهر والظلم. 

من جهته قال صالح الريمي أحد سكان العاصمة صنعاء “اشتريت أسطوانة غاز 500ريال  ".
لأن محلات البيع الرسمية منعدمة والكل يبيع سعر السوق السوداء دون خوف أو رادع من أحد وليس لنا حل الاشراءها؛ نحن يا أخي مضطرون". الحطب بديلا عن الغاز صعدت يوم أمس الى مكان مرتفع في العاصمة صنعاء فرأيت كثافة الدخان منبعثة من اسطح بعض المنازل فعلمت بأن المواطنين اتجهوا نحن الحطب علهم يخففوا من وطء الأزمة الإقتصادية عليهم. غسان القدسي اخذ الفأس وذهب الى حديقة تقع في شارع الجزائر في صنعاء هو وجاره وشرعا بقطع الشجار اليابسة لاستخدامها كحطب بديلا عن الغاز الذي كغيره لم يستطع توفير قيمته. يقول غسان لو أن جميع المواطنين اتجهوا الى الحطب لم يستمر الفاسدون في استغلال حاجة الناس والأزمة للثراء الفاحش.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص