في زمن الشدائد الرجال هم من يصنعون التأريخ .
عن أبناء عزلة الصفة مديرية ذي سفال محافظة إب أتحدث .
روعة الإبداع الرباني وساحرة إب ودرتها جمعت بين جمال الطبيعة وأصالة التأريخ ، إن تحدثت عن التأريخ فستجد الحصون التأريخية والمدرسة الرسولية وإن تحدثت عن أعلام اليمن فستجد قبر الفقيه علي شمس الدين العريقي المتوفى سنة 825 شاهدا على ذلك وإن تحدثت عن الطبيعة الساحرة فستجد العشرات من الشلالات والجبال الشاهقة المزينة بالبساط الرباني الأخضر كأنها مفروشة ببسط غاية في الجمال والروعة وستجد ارتفاع المنطقة يجعلك تنظر كأنك على جناح طائرة تطل من خلالها إلى الكثير من المديريات والعزل ... تلك هي عزلة الصفة التي يعجز قلمي وتقف حروفي عندما أكتب في وصفها أو أعدد مناقب أهلها ومايقدمونه لعزلتهم من أعمال تنموية منذ عشرات السنين .
اليوم أبناء هذه العزلة يصنعون بأيديهم معجزة تنموية عجز الكثير عن صنعها أيام الرخاء والسعادة .
أبناء عزلة الصفة يصنعون اليوم ثلاث مبادرات مجتمعية ترسم لنا لوحة في التميز والتفرد والإصرار والعزيمة القوية ووحدة المصير والهدف لخدمة العزلة .
مبادرات كانت تحتاج إلى مئات الملايين لتنفذها الدولة لكن تلك الملايين ذابت أمام تلك السواعد التي عاهدت الله وعاهدت العزلة أن تكون أقوى وأكبر من أي تحد يهدف إلى عرقلتها وإعاقتها وستنفذ ما عجزت الدولة عن تنفيذه .
ثلاث مبادرات مجتمعية تنموية عملاقة يقودها أهالي عزلة الصفة هذه الأيام ويرسمونها في لوحدة إبداعية لانظير لها .
🔷 المبادرة الاولى تتمثل في شق طريق الصفة -الحبلة بطول 3 كيلو متر ونص في سلسلة جبلية صعبة عجزت الدولة وتعاونياتها أن تشقها في سبعينيات القرن الماضي لكن سواعد أبناء الصفة وإرادتهم كانت أقوى من ذلك واستطاعت أن تفتح أكثر من 40% من هذه الطريق ومازالت تعمل بشكل متواصل لإنجاز هذا الطريق .
هذا الطريق سيوفر للأهالي الوقت والجهد ويختصر المسافات في طريق سهلة تربط الصفة بباقي العزل وتخدم الكثير من أبناء العزلة والعزل والمجاورة .
اتذكر تقريرا نشره مهندس فرنسي كلف بالتخطيط لهذا المشروع فقال في تقريره إن هذا الطريق سيفتح آفاقا للحرية لابناء العزلة وطالب بسرعة فتح الطريق إلا أن الدولة عجزت عن تحقيقه في ذلك الوقت
🔷 المبادرة الثانية وتتمثل في طريق الصفة السيف عبر سلسلة جبال الريحان وحراقة وهذا الطريق يمثل مكسبا استراتيجيا للعزلة باعتباره سيختصر المسافات بين عزلة الصفة ومركز المديرية وأيضا بين عزلة الصفة ومركز محافظة إب وسيستفيد منه مواطنو عدد من العزل المجاورة.
يصل طول هذا الطريق الى 3 كيلو متر تقريبا ويربط العزلة أيضا بين ثلاثة من الحصون التأريخية وهي حصن التعكر وحصن أبرنة وحصن الصفة ويربط أيضا بين مديرية ذي سفال ومديرية جبلة ويصل إلى الطريق السياحي الذي يربط إب بمديرية ذي سفال عبر مشورة ووراف ويعتبر هذا الطريق من الطرق السياحية النادرة التي سيكون لها شأن عظيم على مستقبل السياحة في اليمن بشكل عام باعتباره سيكون رابطا بين عدد من الحصون التأريخية وبين عدد من المناطق التي تتمتع بالجذب السياحي كنامة والريحان والصفة والسيف والتعكر وبحرانة .
أنجز الأهالي بأياديهم فتح مايصل إلى 30 % من هذا الطريق ومستمرون بالعمل لإنجاز المهمة واستكمال فتح الطريق .
🔷 المبادرة الثالثة وتتمثل في طريق( الصفة -المنزاعة -قبنة) تلك الطريق التي ستفتح للأهالي آفاقا جديدة
من سهولة التواصل مع مركز المحافظة ومع مديرية جبلة وسيخدم الكثير من العزل المجاورة ويربط بين ذي سفال وجبلة.
يعتبر هذا الطريق شريان حياة لعدد من القرى التي سيمر عبرها والتي تقع في جبال شاهقة لا يوجد لهم سوى هذا الطريق إن تم تنفيذه .
يعمل الأهالي في هذا الطريق بعزيمة واصرار وقوة وصلابة وقد أنجزوا مانسبته 20% من هذا الطريق .
تلك الثلاث المبادرات رسمت لوح نادرة لأهالي عزلة الصفة فيد تعمل ويد تدعم ماديا ويد تتابع والكل كخلية نحل لتحقيق الهدف .
ماميز تلك المبادرات أن الكل أجمع عليها والكل يتنافس ويعمل لخدمة مجتمه وعزلته والكل فريق واحد وشعارهم جميعا الصفة أولا وكلنا جنود لخدمتها .
في زمن الشدائد تظهر معادن الرجال النقية ويتميز المتميزون ويظهر أصحاب الضمائر الحية والهمم العالية وهكذا هم أهالي الصفة .