ا إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن، جميع أطراف الأزمة في البلاد إلى ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال استفزازية.
جاء ذلك في بيان صحفي صدر عن المبعوث الخاص بعد مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، اليوم الثلاثاء، وتحدث خلالها ولد الشيخ أحمد ومارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة.
وقال ولد الشيخ أحمد إن التصعيد بلغ مستويات غير مسبوقة في الأيام القليلة الماضية، مشددا على وجوب التزام الأطراف بواجباتها وفقا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
ووفق بيان صحفي صادر عن المبعوث الدولي، قال ولد الشيخ أحمد لأعضاء مجلس الأمن "لقد شهد الوضع تطورا خطيرا جديدا مع مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من قادة المؤتمر الشعبي العام، بمن فيهم الأمين العام عارف زوكا، رئيس وفد المؤتمر إلى محادثات السلام. وستشكل هذه الأحداث تغييرا كبيرا في التحالفات السياسية في اليمن".
كما أعرب المبعوث الدولي الخاص عن تأييده لنداء منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أجل وقف القتال لأغراض إنسانية للسماح للمدنيين بالتزود بالغذاء والماء والدواء.
وتابع: "قد تؤثر الأحداث الأخيرة سلبا على الاحتياجات الإنسانية في اليمن، وتثير مخاوف جدية بشأن مصير اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية".
وشدد ولد الشيخ أحمد على أن الحاجة ملحة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تسوية تفاوضية، مؤكدا عدم وجود حل عسكري لهذا الصراع، وقال إن القضايا الأساسية للصراع اليمني لا تزال بدون حل مما لا يخدم مصالح اليمن أو المنطقة. وأضاف "أن وحده الحل الشامل الذي يضم جميع الأطراف في اليمن يمكن أن ينتج حلا سلميا ومستداما لشعب اليمن".
وفي وقت سابق من اليوم، قرر مجلس الأمن عدم إجراء اجتماع مفتوح بشأن اليمن، اليوم الثلاثاء، وعقد لقاء مغلق بدلا منه، نظرا لتصاعد الوضع في البلاد، حسبما أفاد دبلوماسيون من دول أعضاء في المجلس.
وقال جوناثان آلن، نائب المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، إن "عددا من الأشخاص ارتأوا من الأجدى أن يجري أعضاء المجلس محادثات صريحة فيما بينهم، نظرا لتدهور الأوضاع خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك ورود معلومات عن مصرع الرئيس (اليمني) السابق (علي عبد الله) صالح".
وأضاف الدبلوماسي أن بريطانيا وافقت على هذا "المقترح العقلاني".
وذكر آلن أن لندن قلقة جدا إزاء الوضع في اليمن وتداعيات تفاقم الأزمة هناك بالنسبة إلى سكانه المدنيين. ولفت إلى أن حوالي 8 ملايين يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بحسب الأمم المتحدة، الأمر الذي يوجب جميع أطراف النزاع بتسهيل إيصال الأغذية والبضائع الأساسية إلى اليمن، بما في ذلك عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي الذي يسيطر عليه الحوثيون.
من جانبه، حذر المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتر من أن التطورات الأخيرة في اليمن تحمل معها "مخاطر بالغة" سواء من الجانب الإنساني أو من ناحية احتمال تصاعد العنف المسلح في البلاد. وتابع قائلا: "لذا فإن هدفنا الرئيس هو إسكات المدافع وكذلك ضمان الوصول الإنساني الكامل إلى جميع أنحاء اليمن، وكل موانئه ومطاراته".
كما أعتبر ديلاتر أن الأحداث اليمنية الحالية يمكن أن تغير موازين القوى في البلد،
ويوم السبت الماضي، أعلن صالح فض شراكته مع الحوثيين، ولقي مصرعه على يدهم أمس الاثنين، أثناء توجهه إلى مسقط رأسه في منطقة سنحان الجبلية، على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة صنعاء.
وبحسب الصليب الأحمر الدولي فقد بلغت حصيلة ضحايا الاشتباكات في العاصمة اليمنية خلال الأيام الأخيرة 234 قتيلا و400 جريح.