ر / محمد عبد الملك الصلوي
في ظل الوضع الراهن والحرب الدائرة في البلد منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ازدادت معدلات الفقر في اوساط اليمنيين وانهار الاقتصاد وغادر اغلب رؤوس الأموال.
مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية اصدر تقريرا يبين فيه الحالة التي يمر بها اليمن والمواطن.
فقد اورد المركز في تقريره أن نسبة انعدام الأمن الغذائي في اليمن تجاوزت 70%، وتدهور الوضع الإنساني الى مستويات غير مسبوقة.
التقرير الصادر عن المركز أشار أيضا إلى أن اليمن يعاني من مشكلة غذائية مزمنة؛ متمثلة في انخفاض وعجز الانتاج المحلي عن الوفاء بحاجة الاستهلاك المحلي؛ وانخفاض متوسط نصيب الفرد.
مضيفا أن اليمن يستورد نحو 90% من الغذاء، وقد تأثرت عملية استيراد ونقل وتوزيع المواد الغذائية بسبب الصراع والحرب الدائرة.
وقد أوضح التقرير أن اليمن يواجه تحديات ومعضلات اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة؛ أبرزها:
الفقر، وانعدام الأمن الغذائي، والبطالة، وعجز موارد الطاقة والمياه، وتدهور البيئة الاستثمارية.
الأمن الغذائي المتضرر الأكبر من الحالة الأمنية والحرب الدائرة في البلد؛ فقد بلغت نسبة انعدام الامن الغذائي 41% في مارس 2014م، وارتفعت الى 51% يونيو 2016م، ونحو 60% عام 2017م، مقارنة بالأعوام التي سبقتها قبل الحرب؛ ففي 2003 بلغت النسبة نحو 22%، وارتفعت الى 44% عام 2008، ثم انخفضت الى 32% عام 2009م، وفي سنة 2011 ارتفعت الى 45% .
أما نسبة إنعدام الأمن الغذائي بين الريف والحضر فقد بين التقرير أنها بلغت في الريف 48%، بينما في الحضر 26% .
وبسبب الصراع والحرب الدائرة في البلد اضطر أغلب اليمنيين الى النزوح والتشرد؛ فقد بلغت نسبة من نزحوا من مناطقهم بسبب الحرب أكثر من 15-20% بحسب التقرير.
الوضع الإنساني لم يكن بمنأى عما يجري في البلد؛ فقد تفاقم الى مستويات غير مسبوقة، نتيجة لانهار النشاط الاقتصادي في جميع القطاعات، وتدهور الخدمات الاجتماعية بما في ذلك الصحة والتعليم؛ وتدني الانتاجية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأضاف التقرير أن مخاطر إنهيار الاقتصاد، وتدهور الخدمات الأساسية والبنية التحتية كبيرة، نتيجة تفشي الفساد، وعدم الاستقرار السياسي والأمني، وتصاعد مستمر في الأسعار، وتضخم اقتصادي 30% عام 2016م، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن، وتدهور قيمة العملة الوطنية.
مبينا أن نسبة البطالة تجاوزت الـ 50%، و17 مليون شخص تقريبا لا يحصلون على الغذاء الكافي.
(((سوء التغذية خطر يهدد الأطفال))))
وفي ظل غياب الدعم الغذائي وصعوبة إيصال المعنونات الإغاثية المقدمة من المنظمات والمراكز الإغاثية أوضح التقرير أن سوء التغذية باليمن اصبح خطراً يهدد حياة الأطفال.
وأكد أن أكثر من 1.8 مليون طفل يعاني من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 385,000 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، وقد تجاوز معدل سوء التغذية الحاد (الهزال) في ثلاثة محافظات (حضرموت وابين والحديدة) عتبة الطوارئ (15% حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية)، وبلغ معدل سوء التغذية المزمن (التقزم) في 12 محافظة اكثر من 40%، وهو ما يؤثر على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية.
وتزداد احتمالات وفاة الأطفال بازدياد سوء التغذية، فالأطفال الذين يعانون سوء التغذية المعتدل يحتمل وفاتهم ثلاثة أمثال الأطفال الاصحاء، والذين يعانون سوء التغذية الحاد تسعة أمثال الأطفال الاصحاء.
وتصنف اليمن بانها ضمن أفقر ست دول من اصل 118 دولة في العالم؛ وفقاً لتقرير "الجوع العالمي 2016م، الصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية".
ترتيب اليمن جاء في المركز 160 من بين 188 دولة، وفقاً لتقرير التنمية البشرية 2015م.
وبلغت نسبة الفقر عام 2013 ـ 2014م ما يقارب 42%، 50% على التوالي، وارتفعت الى 70% سنة 2016م.
وارتفعت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر البالغ 1.9 دولار في اليوم (عند تعادل القوة الشرائية) من 44.9% عام 1990م الى 46% عام 2010م، وعند 4 دولارات (عند تعادل القوة الشرائية) كان أكثر من 85% من السكان يعيشون تحت خط الفقر عام 2010.
وهناك عدة أسباب لارتفاع ظاهرة الفقر؛ أهمها: نقص المياه، الذي خفض من الإنتاج الزراعي والغذائي.
وتضخم القطاع العام، وسوء إدارة السياسات الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب الى 60%، وانخفاض مستويات التعليم بين الشباب وأمية ما يقرب من نصف الشباب، وافتقار الشباب للمهارات اللازمة لسوق العمل.
يذكر أن مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية-اليمن- منظمة مجتمع مدني غير ربحية، أنشئ استجابة لحاجة المجتمع للبحث العلمي، ونشر المعرفة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى الامن الغذائي، وتنمية المشروعات الصغيرة، وتمكين الناس اقتصادياً، ومكافحة البطالة، ودعم قيم العدالة الاجتماعية.