قى رئيس ملتقى الرقي والتقدم يحي صالح كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب على اليمن والذي يصادف السادس والعشرين من مارس بمدينة موسكو بروسيا ..
يحي صالح حيى الحاضرون جميعا بهذة المناسبة البائسة على الشعب اليمن وقال ان في مثل هذا اليوم قبل ثلاثِ سنوات ألقى طيرانُ ما يُسمى بالتحالفِ العربي أولى قَنَابِل عاصفةِ الحزم على جنوب العاصمة اليمنية، لم يكُن ذلِكَ كلَ شيء، بل كانَ مُفتَتَحاً لحربٍ ضروسٍ طحنت اليمنَ خِلالَ ألف وثمانين يوماً.
واضاف يعصُرني الآلم حينَ اُخبِركم أنهُ خِلال ثلاثةَ أعوام ماضية قُتِلَ وجُرِحَ ما يزيدُ على ستة وثلاثون ألف مدنياً مُعظَمهم أطفال وأباء وأمهات، أبرياءٌ ليس لهُم صلة بالحربِ سوى أنهُم ضحاياها، سوى أنهم آباء وأمهات عجِزوا عن حماية صغارهم و حماية أنفسهم من بطش طاحونة الموت .
وتطرق يحي محمد صالح في كلمتة التي القاها في موسكو إن الحصارَ المضروب على المنافذِ البريةِ والبحريةِ والجويةِ اليمنية، جعلَ من الصعبِ إدخالَ أي غذاءٍ أو دواءٍ أو وقود أو مساعداتٍ إنسانية للمتضررين من هذا الصراع الغاشم، و في حالِ تم إدخالها تقومُ الميليشيات الدينية ببيعِ هِذهِ الموادِ في السوقِ السوداء، لتزداد قيادَاتها ثراءاً و تزداد معاناة الشعب اليمني، بكلامٍ أدقْ، أصبحَ الشعب اليمني اليوم يقعُ خارِج الكرة الأرضية منفياً عن الزمن والتاريخ.
واضاف قائلا ِ أن المجتمعَ الدولي شريكٌ في هذه الحرب، فبالإضافة لمشاركةِ بعض الدول في الحرب بجيوشِها ومعداتِها واستخباراتِها بصورةٍ مباشرة، تقومُ بعضُها بتزويدِ أطراف هذه الحرب بالسلاحِ وبالوقت، كما تتعمدُ هذه الدول تضليل الرأي العام العالمي عن حقيقةَ ما يجري في اليمن.
مضيفا إننا في ملتقى الرقي والتقدم تقدم بمبادرة لتحقيق السلاممن ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولـى : وتستمر لمدة شهر تبدأ منذ توقيع الأطراف اليمنية على مشروع اتفاق بالتشاور للوصول إلى سلطة تنفيذية توافقية، وتلتزم فيها كل الأطراف المحلية والخارجية بالوقف الفوري لإطلاق النار بصورة شاملة و دائمة، و تشكيل لجان بالمحافظات لنزع فتيل الحرب، والإفراج عن المعتقلين والأسرى و رفع الحصار بكافة أشكاله ، و رفع العقوبات الدولية السابقة عن كل المواطنين اليمنيين.
المرحلة الثـانيـة : وتستمر لمدة ستة أشهر تبدأ بمجرد تشكيل السلطة التنفيذية التوافقية، حيث تقوم هذه السلطة التوافقية بتشكيل قوات حكومية جديدة وفقاً لمعايير يتم وضعها بالتوافق، ويتم تشكيل لجنة عسكرية عليا تقوم بهذا الدور، ويكون من واجب هذه القوات والتي سوف تعتبر الجيش الرسمي للجمهورية اليمنية أن تقوم باستلام المحافظات ومؤسسات الدولة من كافة الأطراف بالتوازي، وتقوم بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وعلى كافة الأطراف الامتثال لذلك دون أي عرقلة، ويتم خلال هذه الفترة أيضاً البدء بصياغة الدستور الجديد للجمهورية اليمنية، كما يتم خلال هذه المرحلة انسحاب كافة القوات الأجنبية عن الأراضي اليمنية، وتقوم السلطة التنفيذية بتشكيل لجان لحصر الأضرار والبدء في اعداد مقترحات التعويضات، وفي نهاية هذه المرحلة يتم الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية الذي يجب أن يتضمن أُسساً واضحة وقوية تضمن حرية التعبير والمعتقد، وتضمن للمرأة مشاركة سياسية فاعلة تدعمها الدولة، ويكون مجلس النواب هو السلطة السيادية المرجعية إلى أن يتم انتخاب برلمان بديل.
المرحلة الثـالثـة : وتبدأ بعد ستة أشهر من التوقيع على الإتفاق، ويتم فيها إجراء إنتخابات رئاسية ونيابية ومحلية تستوفي كافة المعايير المقبولة على أن تتم بطريقة القائمة النسبية التي تضمن تمثيل كاف للمرأة ولكافة شرائح المجتمع، ويتم فيها أيضا استكمال التعويضات و إعادة الأعمار.
ومن أجل استكمال هذه المراحل الثلاث يجب أن يتوقف التصعيد الإعلامي والسياسي بين الإطراف المتحاربة، ويجب أيضا أن يكون هناك راع دولي نزيه و مقبول لرعاية هذه العملية السلمية.
اليكم نص الكلمة :
كلمة رئيس ملتقى الرقي والتقدم في
( الذكرى الثالثة للحرب على اليمن .. اليمن حضارة تحت النار .. حرب أم حوار )
الأخـوات والإخـوة ،،
الحـاضـرون جميعـاً ،،
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثِ سنوات ألقى طيرانُ ما يُسمى بالتحالفِ العربي أولى قَنَابِل عاصفةِ الحزم على جنوب العاصمة اليمنية، لم يكُن ذلِكَ كلَ شيء، بل كانَ مُفتَتَحاً لحربٍ ضروسٍ طحنت اليمنَ خِلالَ ألف وثمانين يوماً ولازالت رحاها الشيطانيةَ تدورُ فوق رؤوس الجميع حتى اليوم دونَ تَوقف.
الرفيقات والرفـاق :
يعصُرني الآلم حينَ اُخبِركم أنهُ خِلال ثلاثةَ أعوام ماضية قُتِلَ وجُرِحَ ما يزيدُ على ستة وثلاثون ألف مدنياً مُعظَمهم أطفال وأباء وأمهات، أبرياءٌ ليس لهُم صلة بالحربِ سوى أنهُم ضحاياها، سوى أنهم آباء وأمهات عجِزوا عن حماية صغارهم و حماية أنفسهم من بطش طاحونة الموت.
ثلاثة أعوام و لا تزال القوى الدينية المتخلفة تخوضُ هذهِ الحرب و الأنظمةِ الرجعيةِ الإقليمية تَقِفُ خلفها ساعيةً إلى تدميرِ الحضارةِ الإنسانيةِ اليمنيةِ العريقة، ومستهدفةً وجودَ الشعب اليمني وهويته، حتى أصبح الشعب اليمني أعظمَ مثالاً للضحية في هذا العصر.
ثلاثة أعوام والشعب اليمني ضحيةَ عدوانٍ خارجيٍ يَستَهدِفُ استقلالَ دولته و وحدتها وعدوان داخلي يَستَهدِفُ حريةَ الأفرادِ وحياتهم، حرب بالسلاحِ وبالتجويعِ والحصارِ والأوبئة.
ثلاثة أعوام و أطفال اليمن محرومونَ من التعليم و الصحة والغذاء، ومن لم تقتلهُ صواريخ و طائرات و قذائف الأطراف المتنازعة وهو في بيتهِ تستدرجهُ الميليشيات الدينية ليُقتلَ في المعاركِ دفاعاً عن قادةِ و طموحاتِ و مؤامراتِ هذه العصابات الدينية.
أيها الحضور الكريم ،،
إن الحصارَ المضروب على المنافذِ البريةِ والبحريةِ والجويةِ اليمنية، جعلَ من الصعبِ إدخالَ أي غذاءٍ أو دواءٍ أو وقود أو مساعداتٍ إنسانية للمتضررين من هذا الصراع الغاشم، و في حالِ تم إدخالها تقومُ الميليشيات الدينية ببيعِ هِذهِ الموادِ في السوقِ السوداء، لتزداد قيادَاتها ثراءاً و تزداد معاناة الشعب اليمني، بكلامٍ أدقْ، أصبحَ الشعب اليمني اليوم يقعُ خارِج الكرة الأرضية منفياً عن الزمن والتاريخ.
مما لاشك بهِ أن المجتمعَ الدولي شريكٌ في هذه الحرب، فبالإضافة لمشاركةِ بعض الدول في الحرب بجيوشِها ومعداتِها واستخباراتِها بصورةٍ مباشرة، تقومُ بعضُها بتزويدِ أطراف هذه الحرب بالسلاحِ وبالوقت، كما تتعمدُ هذه الدول تضليل الرأي العام العالمي عن حقيقةَ ما يجري في اليمن، وكل منها تروي الوقائع بما يتناسب مع خُطَطِها وأهدافها، وتقومُ ايضاً بجعلِ نقاشاتِ مجلِس الأمن الدولي المتعلقةِ باليمن تذهبُ بإتجاهاتٍ لا تَمِتُ للواقعِ بصِلة، ولا يُمكنَ أن تُثمِر عنها أيةَ حلول، وقد عرفِ الشعبُ اليمنيُ بأن الإنسانيةَ لا تُساوي بميزانِ المجتمع الدولي ثمنَ صاروخٍ أو قنبلةٍ أو مدرعة، فكلُ شيءٍ مُباح لتجار الحروب.
الحوثيون ومن ورائهم إيران، والسلفيون والإخوان ومن ورائهم وأمامهم السعودية ومن معها لا يزالوا يصعدون من وتيرة الحرب ويمارسون على المواطنين اليمنيين أبشع أنواع الجرائم، وبالرغم من إختلاف هذه الجماعات والدول في خطابها وسياستها و عقائدها إلا أنها تتفق في جرائمها وفي أهدافها، و قيام الحوثيون ومن خلفهم إيران بقتل الشهيدين الخالدين الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق و الأستاذ عارف بن عوض الزوكا أمين عام المؤتمر الشعبي العام إنما هو إستكمال لمحاولات عديدة لقتلهما أقدمت عليها الدول الرجعية والإمبريالية والجماعات المتخلفة المضادة في الطرف المقابل للحوثيين، وكذلك تعطيل مؤسسات الدولة و إستجرار الطائفية والمناطقية والعنصرية المقيتة، جميعها وسائل وأهداف مشتركة بين أطراف هذه الحرب القذرة.
لقد عاش اليمنيون لآلاف السنين في نسيج إجتماعي متناغم، ولم تعرف الطائفية والعنصرية طريقها إلى قلوب وعقول اليمنيين، بالرغم من محاولات قامت بها بعض الأنظمة التي حكمت اليمن لقرون وكذلك حاولت زرعها القوى الإمبريالية المتعاقبة في التاريخ، إلا أن الشعب اليمني كان ينتصر لحضارته وتماسكه الإجتماعي، و المحاولات التي تجري حالياً إنما هي إستمرار لسابقاتها، و بالرغم من أنها هي الأكثر خِسة والأعلى تركيز ولكنها سوف تسقط كما سقطت سابقاتها.
الحضور الكرام :
إننا في ملتقى الرقي والتقدم و معنا كافة القوى اليمنية الوطنية التقدمية الحرة نخوض هذه المواجهات إلى جوار شعبنا العظيم، ونأمل من كافة القوى التحررية التقدمية في العالم أن تشاركنا في هذه المواجهة، فنجاح هذه المؤامرة في اليمن سوف يفتح شهية القوى الرجعية المتخلفة لإنتصارات أخرى في أراض جديدة.
كما نود أن نتقدم بمبادرة لتحقيق السلام، نعتقد بأنها منصفة في حال وجِدَت نيةً فعليةً لدى الأطراف المتحاربة و لدى المجتمع الدولي لتحقيق سلام يحقن دماء اليمنيين ويحافظ على وحدة اليمن وإستقلالها وسيادة القانون فيها، وإلى حرية اليمنيين ومشاركتهم الفعلية المتحضرة في العملية السياسية، وإلى توجيه الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف، وإلى تمكين المرأة من المشاركة السياسية والإجتماعية الفاعلة، و على كل أطرف الحرب من أجل إحلال السلام الابتعاد عن فرض أي شروط مسبقة للجلوس على الطاولة، كما إن التمسك بأي مرجعيات تعيق عملية السلام هو أمر غير مقبول وغير واقعي، و ثبت خلال السنوات الثلاث الماضية أن المرجعيات السابقة تسبب مشكلة ولا تؤسس لحل، و عليه فنرى ان الاتفاق الأولي بين الأطراف هو نفسه ما سيكون مرجعيتهم في مراحل تفاوضهم و مراحل تنفيذهم لالتزاماتهم، وتنقسم مبادرتنا إلى ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولـى : وتستمر لمدة شهر تبدأ منذ توقيع الأطراف اليمنية على مشروع اتفاق بالتشاور للوصول إلى سلطة تنفيذية توافقية، وتلتزم فيها كل الأطراف المحلية والخارجية بالوقف الفوري لإطلاق النار بصورة شاملة و دائمة، و تشكيل لجان بالمحافظات لنزع فتيل الحرب، والإفراج عن المعتقلين والأسرى و رفع الحصار بكافة أشكاله ، و رفع العقوبات الدولية السابقة عن كل المواطنين اليمنيين.
المرحلة الثـانيـة : وتستمر لمدة ستة أشهر تبدأ بمجرد تشكيل السلطة التنفيذية التوافقية، حيث تقوم هذه السلطة التوافقية بتشكيل قوات حكومية جديدة وفقاً لمعايير يتم وضعها بالتوافق، ويتم تشكيل لجنة عسكرية عليا تقوم بهذا الدور، ويكون من واجب هذه القوات والتي سوف تعتبر الجيش الرسمي للجمهورية اليمنية أن تقوم باستلام المحافظات ومؤسسات الدولة من كافة الأطراف بالتوازي، وتقوم بسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وعلى كافة الأطراف الامتثال لذلك دون أي عرقلة، ويتم خلال هذه الفترة أيضاً البدء بصياغة الدستور الجديد للجمهورية اليمنية، كما يتم خلال هذه المرحلة انسحاب كافة القوات الأجنبية عن الأراضي اليمنية، وتقوم السلطة التنفيذية بتشكيل لجان لحصر الأضرار والبدء في اعداد مقترحات التعويضات، وفي نهاية هذه المرحلة يتم الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية الذي يجب أن يتضمن أُسساً واضحة وقوية تضمن حرية التعبير والمعتقد، وتضمن للمرأة مشاركة سياسية فاعلة تدعمها الدولة، ويكون مجلس النواب هو السلطة السيادية المرجعية إلى أن يتم انتخاب برلمان بديل.
المرحلة الثـالثـة : وتبدأ بعد ستة أشهر من التوقيع على الإتفاق، ويتم فيها إجراء إنتخابات رئاسية ونيابية ومحلية تستوفي كافة المعايير المقبولة على أن تتم بطريقة القائمة النسبية التي تضمن تمثيل كاف للمرأة ولكافة شرائح المجتمع، ويتم فيها أيضا استكمال التعويضات و إعادة الأعمار.
ومن أجل استكمال هذه المراحل الثلاث يجب أن يتوقف التصعيد الإعلامي والسياسي بين الإطراف المتحاربة، ويجب أيضا أن يكون هناك راع دولي نزيه و مقبول لرعاية هذه العملية السلمية.
وهنا نجدد تهنئتنا للشعب الروسي الصديق بنجاح الإنتخابات الرئاسية ونبارك لفخامة الرئيس فلادمير بوتين بتجديد الشعب الروسي ثقته بقيادته الحكيمة، و نتمنى أن يكون الملف اليمني ومأساة الشعب اليمني من ضمن أولويات القيادة الروسية خلال المرحلة القادمة، فنحن نتابع بإعجاب الحرص الروسي على الوصول لحلول عادلة وسلمية في الشأن السوري يشمل جميع أطراف الأزمة هناك، و وقوف روسيا بقوة ضد المؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوري و حرصها على إحترام خيارات الشعب العربي السوري، ولذلك نتمنى إن تكون روسيا الاتحادية هي الراعي الرسمي للعملية السلمية في اليمن.
وفي الختام أناشد جميع الأطراف الوطنية أن تنسى الماضي ولكن أن تتعلم من دروسه، وأن تدرك أن نضالات الشعب اليمني وتضحياته و تضحية الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح و رفيقه الأمين عارف الزوكا لم تكن بدوافع ضيقة ولكنها كانت من أجل اليمن و الحفاظ على وحدتها وإستقلالها و نظامها الجمهوري الديمقراطي و علينا أن نوجه بوصلتنا نحو هذه الأهداف السامية وان نترفع عن جراحنا في سبيل تحقيقها ..
المجد والخلود والرحمة للأكارم منا جميعاً شهداء اليمن والأمة العربية المجيدة ،،
الخزي والعار للمعتدين ومن ساندهم من العملاء والخونة ،،
نحيا ونفنى ليبقى اليمن ،،
يحيى محمد عبدالله صالح
رئيس ملتقى الرقي والتقدم
مدينة موسكو- روسيا - بتاريخ / 26 / 3 /2018 م