تصعيد عسكري وتحركات سياسية متصاعدة: إلى أين يتجه اليمن؟

يضع التصعيد العسكري المعلن من قبل التحالف السعودي خصوصاً في ساحل اليمن الغربي الكثير من علامات الاستفهام حول جدية الدعوات الدولية والتحركات الأممية لإعادة أطراف الصراع لطاولة المفاوضات، حيث أكدت عدة قيادات مناهضة للتحالف على رأسها قيادات الحوثيين أن التصعيد العسكري من جانب التحالف يدعو لعدم النظر إلى التحركات السياسية بجدية ما لم يكن هناك وقف للحرب تمهيداً لمفاوضات سياسية.

وبالتزامن مع التصعيد عقد المبعوث الأممي مارتن غريفيث، يوم السبت، لقاءات مع بعض أطراف الصراع في اليمن في العاصمة العمانية مسقط في مستهل جولته الثانية في المنطقة.

والتقى غريفيث بوفد الحوثيين برئاسة الناطق الرسمي محمد عبد السلام وعضو المكتب السياسي عبدالملك العجري بالإضافة لعضو وفد المؤتمر في المفاوضات السابقة أبوبكر القربي، فيما تفيد أنباء أن المبعوث سيتوجه إلى أبوظبي للقاء رئيس المجلس الجنوبي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي الذي غادر عدن اليوم متوجهاً للعاصمة الإماراتية.

مصادر سياسية يمنية أفادت أن المبعوث الأممي يصر على اجراء عدة اجتماعات بعدة قيادات سياسية في كل مكون من المكونات اليمنية للوصول إلى رؤية شاملة لمواقف أطراف الصراع للبناء عليها، مشيرة إلى أن ذلك يفسر لقاءاته بقيادات الحوثيين والمؤتمر في صنعاء والعاصمة العمانية مسقط.

وأضاف المصادر أن جزء من أسباب بطئ تحركات المبعوث الأممي يهدف لمنح التحالف السعودي فرصة أخيرة لتحقيق تقدم ميداني، في ظل تصعيد عسكري معلن، بهدف دخول المفاوضات السياسية بورقة ميدانية يمكن أن تمثل ضغطاً على الحوثيين.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي للحوثيين عبدالملك العجري إن وفدهم في مسقط التقى المبعوث الأممي، موضحاً في تغريدة رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر، أن اللقاء شهد “مناقشة الوضع السياسي والإنساني وتداعيات الحصار الشامل على الشعب اليمني وسبل تجنب اخفاقات المبعوث السابق” بحسب قوله.

كذلك أكد عضو وفد المؤتمر أبوبكر القربي أنه التقى بالمبعوث في مسقط، مشيراً أن الأخير “جاء بفهم عميق للازمة في اليمن ومكوناتها و المعرقلين حقاً  لها”.

وأضاف القربي في تغريدة في صفحته بموقع تويتر أن المبعوث “حريص على فتح نافذة للحل  على ارض صلبه و مزوّد بدعم قوي من مجلس الامن و أمين عام الامم المتحدة بعد ان ادركوا نتيجة الأخطاء و المواقف و القرارات الخاطئة على تحقيق الحل السياسي”بحسب قوله.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات أن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي غادر عدن متوجها إلى أبوظبي للقاء المبعوث الأممي، الذي تفيد معلومات أنه سينتقل من مسقط إلى العاصمتين الإماراتية والسعودية للقاء قيادات يمنية وقادة الدولتين.

وكان المبعوث مارتن غريفيث أعلن يوم الخميس تأجيل زيارته لمدينتي عدن والمكلا وقال في بيان مقتضب حصل عليه المراسل نت، إن زيارته إلى عدن والمكلا عاصمة حضرموت تأجلت لدواع أمنية ولوجيستية.

وأضاف أنه “يخطّط لعقد مناقشات في عدن والمكلا ويتمّ حالياً العمل على إعادة جدولة الزيارة للأسابيع المقبلة سعياً لاستئناف العملية السياسية في اليمن”.

وفيما لم يكشف المبعوث طبيعة الأسباب اللوجيستية التي أسهمت بتأجيل زيارته، قال مصدر سياسي يمني  إنها تتعلق بالانقسام السياسي في الجنوب، في وقت ما تزال جهود الإمارات تخفق في فرض المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لها كممثل للجنوب في المفاوضات السياسية المرتقبة.

وترفض عدة مكونات من الحراك الجنوبي استحواذ الانتقالي على تمثيل الجنوب سياسياً.

 

المراسل نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص