ويعد السهل التهامي الممتد من محافظة الحديدة إلى حجة من أهم المناطق الزراعية على مستوى اليمن؛ لما يزخر به من مقومات طبيعية، وتوافر التربة الصالحة للزراعة والمياه الجوية المتوافرة بكميات كبيرة وجريان العديد من الأودية بها على مدار العام حيث تشير إحصائيات بأن هناك أكثر من 10ملايين شجرة مانجو في تهامة.
وتتميز الأراضي التهامية بزراعة أصناف عديدة من "ملكة الفواكة" أبرزها “قلب الثور”، “السوداني”، “تيمور“، “أبو سمكة”، “الزبدة “، لكن قلب الثور والتيمور هما الصنفان الأجود واللذان يتصدران اهتمامات السوق الخارجية خلافا للأصناف الأخرى.
ويحتفل الأهالي في تهامة بموسم القطاف، أو موسم الخير والرزق كما يطلقون عليه، حيث يوفر فرص عمل للآلاف من أبناء تهامة طوال موسم القطاف الذي يمتد إلى نحو أربعة أشهر إبتداءً من شهر مارس وحتى شهر يونيو حزيران من كل عام.
علي حسن ، طالب بالصف الأول ثانوي، من أهالي وادي مور شمال محافظة الحديدة، يقول لـ "المشهد اليمني": "من السنة للسنة أنتظر موسم حصاد المانجو كي أعمل وأجمع نقوداً أصرف منها على نفسي فترة طويلة وأشتري لأسرتي مايحتاجونه من مواد الغذائية.
وأضاف: " نبدأ عملنا من بعد صلاة الفجر ومع طلوع الشمس وحتى أذان المغرب.. نقطف ثمار المانجو والبعض الآخر يفرزها وفريق آخر يعبئها في السلال تمهيدًا لنقلها في شاحنات وبيعها في الأسواق وأحصل في نهاية كل يوم على مبلغ 1500 ريال.
ويشكوا المزارعون في بداية الموسم الخاص بجني المانجو من إنخفاض أسعار مبيعاتهم من ثمار المحصول نتيجة توقف التصدير بعد إغلاق منفذ الطوال الحدودي بحرض وتدفق المانجو بكميات هائلة الى الأسواق لا تمكنهم من تغطية نفقات تكاليف الإنتاج.
وخلال الثلاثة الأعوام الماضية تحولت نصف مزارع المانجو في منطقة الجر" غربي مديرية عبس بمحافظة حجة إلى خيال مآته وتكبد أصحابها خسائر فادحة، وذلك بعد أن تحولت أشجار المانجو إلى حطب وهو وتحولت تلك الغابات الغناء إلى صحاري قاحلة، بسبب الحرب والأزمة الإقتصادية وغلاء مادة الديزل في حين حذر المزارعين من وقوع كارثة جديدة تهدد مستقبل زراعة المانجو في تهامة.
ورغم أن إنتاج هذا العام يبدوا ضعيفاً مقارنة بالمواسم الماضية نتيجة للحرب والأوضاع التي يمر بها البلد وتوقف المزارعين نتيجة غلاء مادة الديزل وتكاليف النقل الإ أن الأسعار لم ترتفع حيث ينذر هذا الموسم الذي بدأ منذ نحو شهر بعاصفة من الخسائر.
وشهدت أسواق المانجو في بداية الموسم هذا العام إنخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة بعد تكدس كم كبير من المحصول في أسواق الجملة بعد توقف تصدير المانجو إلى الدول العربية الشقيقة وخاصة السعودية بعد إغلاق منفذ الطوال مما أثر على تكدس المحصول في الأسواق اليمنية فقط والقليل جدا هو الذي يتم تصديره إلى الخارج عبر منفذي الوديعة مع السعودية ومنفذ شحن مع سلطنة عمان.
ويقول محمد إبراهيم أحد مزارعي المانجو في منطقة الجر بحجة لـ"المشهد اليمني" أن مبيعاته من ثمارها كانت تحقق له عائدات كبيرة تغطي نفقات الإنتاج لكن إيقاف التصدير إلى دول الخليج وتركيا والأردن تسبب في تراجع مبيعات ثمار المانجو خلال العامين الماضيين.
ويضيف بأن المزاراعين يتخوفون في هذا الموسم أن تتعرض محاصيلهم من هذه الفاكهة للكساد وعدم تحقيق أرباح مجزية تمكنهم من تغطية تكاليف الإنتاج حيث شهدت أسواق الفواكه والخضار في اليمن هذه الأيام تدفق كميات كبيرة من ثمار المانجو حيث بلغ سعر السلة (20 كيلو) من النوع الجيد في بداية الموسم إلى 2000 ريال يمني.
ويباع الكيلو جرام من فاكهة المانجو في السوق اليمنية بحوالي 300 ريال يمني وينزل إلى 250ريال أي مايعادل ثلثي دولار أمريكي ، وقد تنخفض القيمة كلما زادت كمية الإنتاج المزروع في ذروة الموسم الخاص بالفاكهة، والذي يبدأ عادة في مارس/آذار، وينتهي أواخر يونيو/حزيران من كل عام.