أبناء حراز ينجحون في إقتلاع كثير من أشجار القات وإستبدالها بشجرة البن

نجح أبناء مدينة حراز -120 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة صنعاء- خلال السنوات الأخيرة الماضية- في إقتلاع المئات من أشجار القات التي غزت حقول المزارعين في فترات سابقة، وتستهلك قرابة 60% من مياه الري، وإستبدالها بشجرة البن التي تشتهر بلادنا -منذ القدم- بزراعة أشهر أنواع البن في العالم. ويواصل أبناء مدينة حراز -محافظة صنعاء- وللأسبوع الثالني على التوالي، إقتلاع أشجار القات من حقول المزارعين، وإستبدالها بأشجار البن ذات الجدوى الاقتصادية. وخلال تدشين الحملة الأخيرة التي يشارك فيها العشرات من شبان حراز، قال الشيخ أحسن عبده القاضي -وكيل أمانة العاصمة وأحد مشايخ المنطقة-: لقد تمكن أبناء حراز خلال الأعوام السابقة من تقليص مساحة زراعة القات في مناطق حراز، حيث لم يتبقى من أشجار القات سوى ما نسبته 2%، من إجمالي الحقول الزراعية، وتم إستبدالها بأشجار البن. وأضاف: وبذلك، تم الحد من الإستنزاف الجائر لمخزون المياه الجوفية التي كادت أشجار القات من القضاء عليها، وعلى حساب زراعة المحاصيل الغذائية المختلفة. وأشار: إلى أن أشجار القات كانت تستهلك قرابة 60 % من مياه الري، لافتا -في الوقت ذاته- إلى أن القات لا يصدر للخارج ولا يعود لليمنيين بأرباح تؤازر الاقتصاد الوطني، على العكس من شجرة البن، التي ترفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة. ودعا القاضي، كافة المزارعين اليمنيين وبكافة محافظات الجمهورية، إلى ضرورة أن يحذوا حذوا أبناء حراز، ويستبدلوا أشجار القات بأشجار البن والفاكهة والمحاصيل الغذائية الأخرى. وكان الشيخ أحسن عبده القاضي -وكيل أمانة العاصمة وأحد مشايخ المنطقة- ومعه مشايخ وأعيان ووجهاء مديرية مناخة شرقي حراز، قد أطلقوا -خلال السنوات القليلة الماضية- شرارة ثورة تهدف إلى قلع أشجار القات من حقولهم، وإستبدالها بأشجار البن واللوز، ضمن مشروع تبناه سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين لمساعدة المزارعين في حراز. ولاقت هذه الخطوة، إرتياح وتأييد ومباركة واسعة من مهتمين ونشطاء، نظرا للفائدة التي ستعود لليمن في حال تمت إعادة إنتاج وتصدير البن لدول العالم. ويرى اقتصاديون، إن شجرة البن تعتبر من المحاصيل النقدية التي تدعم الاقتصاد اليمني بالعملة الصعبة عند القيام بتصديره وبيعه في دول العالم، ولا يحتاج للتسويق والإعلان، حيث ويشتهر البن اليمني بجودته العالية وشهرته الواسعة. جديرا بالذكر، إن مجلة (مترو تايمز) الأميركية، قالت -في تقرير نشرته مؤخرا حول البن اليمني-: (في الولايات المتحدة الأميركية حينما تسأل عن أفضل مناطق زراعة القهوة في العالم، لن تتبادر إلى الذهن إلا منطقة جبل حراز بالقرب من ميناء المخا في اليمن). وتضيف المجلة: (ومع ذلك، تعتبر المنطقة مسقط رأس القهوة حيث نشأ مصطلح (أرابيكا) الذي يصنف كأفضل أنواع البن). وأشارت إلى أنه -وقبل صعود منتجي البن في أميركا الوسطى والجنوبية- كانت منطقة حراز المكان الذي يعرف فيه العالم أفضل قهوة، وهي مثل حبات الفاصوليا ويمكن أن تتجاوز قيمة الرطل الواحد 200 دولار. وقد أدى زحف زراعة القات التي كانت قد انتشرت بشكل واسع على حساب زراعة البن، بالتوازي، مع الإهمال الكبير من قبل الحكومة اليمنية والجهات ذات الشأن، إلى تراجع كبير في حجم الصادرات العالمية للبن اليمني، حيث إحتل المركز 42 عالميا من بين 64 دولة حول العالم. وتتبع مدينة حراز جغرافيا لمحافظة صنعاء، وتقع إلى الجنوب الغربي منها، وتبلغ مساحتها حوالي 1276 كيلومتر مربع، وتتكون من ثلاث مديريات، وهي مناخة ووصعفان وبني إسماعيل، وتتكون أغلب مساحتها من المرتفعات الجبلية والهضاب والأودية، وتتنوع فيها الزراعات والمحاصيل.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص