تزال قضية مقتل الطفل (محمد)، البالغ من العمر سبع سنوات، والذي تعرض لتعذيب بشع على يد والده، تثير إستياء وإستنكار وغضب اليمنيين، خصوصا بعد أن أظهرت صور فوتوغرافية آثار تعذيب مفزعة بمناطق مختلفة من جسده النحيل.
صور الضحية محمد، إنتشرت -في مواقع التواصل الاجتماعي- على مدار الساعات القليلة الماضية إنتشار النار في الهشيم، لما فيها من إصابات وحشية ومتنوعة في سائر أنحاء الجسد.
مصدر طبي، أوضح إن التقارير الطبية، كشفت وجود كدمات ورضوض في جميع أجزاء جسم الضحية، بالرجلين واليدين ومنطقة الصدر، ناتجة عن الضرب الوحشي الذي تعرض له محمد قبل وفاته.
وأضاف: ذات التقارير الطبية أكدت أيضا، إن سبب الوفاة الرئيسي ناتج عن حرمان الطفل من الطعام لعدة أيام، بالإضافة إلى تعرضه للضرب المتواصل، وهو بتلك الحالة الجسدية المزرية.
وأكد: إن الإعتداءت الوحشية، والحبس المستمر، والمنع من تناول الطعام، أصابت الضحية بالهزال حتى خارت قواه، وسقط على الأرض فاقداً الوعي، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى الذي تم إسعافه إليه، مخلفا وراءه قلب أمه المحرومة من رؤيته منذ خطف من بين أحضانها وهو رضيعا لم يكمل عامه الثاني بعد.
وأشار إلى أن الأب موقوفا في الشرطة للتحقيق معه حول هذه الجريمة البشعة التي أودت بحياة نجله، مضيفا: هذه قضية رأي عام ولا ينبغي السكوت عنها حتى يتم معاقبة الأب.
وعلى غرار كل سيناريوهات الأفلام السينمائية التي تربط الأحداث ببعضها البعض، لتوصل رسالة درامية معينة، تواجه والدة الطفل محمد، مأساتها الكبرى.. ولا تستطع الحروف مهما كانت لغتها، أن تعبر عن حالة ومشاعر والدة الطفل محمد الذي تعرض للتعذيب على يد أباه حتى الموت.
وبحسب المعلومات الأولية التي تم إستقاؤها من أحد أشقاء والدة الطفل، فإن الأب كان قد إختطف الطفل من أحضان والدته، وهو لايزال رضيعا في عامه الثاني، وعلى الرغم من كون المحكمة قد أنصفت الأم وقضت لها بحضانة الطفل، إلا أن الجاني إستغل نفوذ شقيقه الذي قام بعرقلة تنفيذ الحكم، ليتم حرمان الأم من أبسط حقوقها في رؤية طفلها.
وأوضح: لم يستطع القضاء أن يستعيد الطفل لأحضان والدته التي تهشم قلبها على ابنها ولم تستطع حتى رؤيته طوال ما يزيد عن 5 سنوات، وحُرمت من كلمه ماما من فمه.
ويتابع قائلا: عندما عجز القضاء من إستعادة الطفل، واجهت شقيقتي كل العادات والتقاليد وحملت نفسها وذهبت لمنزل طليقها بعد أن خلعته بحكم من المحكمة، لتبحث عن بصيص أمل لرؤية نجلها، وتفاجأت برفض طليقها وأسرته حتى على فتح الباب أو الرد عليها.. وعندما إلتقت بشقيق زوجها، قالت له: (خافوا الله وردوا لي إبني، فأجابها إجابة صادمة بالقول: (خلينا ندخل جهنم كلنا).
ويواصل سرد مأساة شقيقته قائلا: مرت الأيام وشقيقتي تأمل أن ترى إبنها يوماً
فكان الأجل أسرع من أملها ومات الطفل على يد أبيه، بعد أن حبسه في الغرفة دون طعام والمنزل مكتظ بالسكان الذين لم يستنكروا هذه الجريمة.
وجدد التأكيد: إن الجاني يعد متهم سابق بالإعتداء والتعذيب الجسدي على أطفاله، وإن له طفل آخر من زوجة أخرى يبلغ من العمر 12 عاما ويدعى أحمد، وقد هرب من والده عدة مرات بعد تعرضه للضرب المبرح والمدمي، مضيفا: إن الجاني لا يعاني من أية إضطرابات نفسية، وإنه كثير الشكوك والأوهام.
من جهته، قال وسيم العواضي -رئيس الدائرة التعليمية بالاتحاد العام لأطفال اليمن-: إنّ قضية القتل التي وقعت في العاصمة صنعاء -الأربعاء- والتي ذهب ضحيتها الطفل (محمد) ذو الثمانية أعوام، تعتبر جريمة وحشية بشعة بكل المقاييس، تجرد فيها الأب من كل مشاعره الإنسانية والأبوية الحاملة للشفقة والرحمة والحنان، وإرتدى عباءة الإجرام والقتل حين قام بحبس فلذة كبده الذي لم يتجاوز الثامنة، في إحدى غرف المنزل، ومنعه من الأكل والشرب، وبدأ بتعذيبه.
وأضاف العواضي -في تصريحات لوسائل الإعلام-: هذا التجرد من معاني الإنسانية لا يقدم عليه إنسان بكامل قواه العقلية البتة، وإنما من يقدم على هذا الأمر هو ذئب بشري فاقد لكافة المشاعر.
وأكد: إن هذه الكارثة التي تسببت في صدمة للجميع، و
لن تمر مرور الكرام، وتعد قضية رأي عام من الدرجة الأولى، وسيتبناها الاتحاد العام لأطفال اليمن إعلاميا، فهي أبشع جريمة وفعلة ترتكب ضد الإنسانية جمعاء.
ولفت إلى ضرورة تفعيل أنظمة حماية الأطفال من العنف والإيذاء الأسري، وأن يكون لمنظمات حقوق الإنسان دور كبير في حل هذه المسائل ومتابعتها لدى الجهات القضائية، داعيا -في الوقت ذاته- كافة الجهات الرسمية المعنية، إلى تقوية البيئة الحامية للأطفال.
وشدد العواضي على أهمية وجود أخصائي اجتماعي في المدارس، لتكون حالة الطالب الأسرية من ناحية التشتت والخلافات معروفة لدى المختص والمدرسة وبموجبها يتم التعامل مع أسرته.