المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث على مبادرة لإنقاذ الاقتصاد اليمني وحل أزمة المرتبات، المستمرة منذ أكثر من عامين إثر نقل البنك المركزي إلى عدن، بناء على نقاشات بين الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي.
وبحسب جريدة الأخبار اللبنانية، يقود منذ أسابيع، مساعي حثيثة لوقف التدهور الاقتصادي في اليمن، “مُحاوِلاً إحداث اختراق في مسار المفاوضات، من طريق حلحلة الأزمة الاقتصادية الناتجة من إقحام تحالف العدوان البنك المركزي في الصراع، وتحويله إلى أداة حرب اقتصادية مُوجّهة ضد الشعب اليمني. ويأتي تحرك غريفيث عقب تدهور سعر العملة اليمنية بصورة حادّة أواخرسبتمبر الماضي، الذي فقدت خلاله 44% من قيمتها الشرائية في أيام عدة”.
وأشارت الجريدة، في تقرير، إلى أن الجهود التي يبذلها غريفيث في هذا الاتجاه تتسم بالجدية ” إلا أنها لا تزال حتى الآن تدور في إطار مقترحات ستُعرض على طرفَي الصراع، في لقاء من المتوقع عقده خلال الأيام المقبلة في العاصمة الكينية نيروبي، برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة صندوق النقد والبنك الدوليين”.
ونقلت الجريدة عن مصادر اقتصادية أن المبعوث الأممي طلب مساعدة صندوق النقد والبنك الدوليين في الدفع نحو الاتفاق على «هدنة اقتصادية» ملزمة للطرفين، وإعادة المساعدات والمنح المُقدّرة بنحو مليار دولار والمُتوقّفة منذ مارس 2015 لتحفيز الاقتصاد”.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن غريفيث أجرى محادثات مع مسؤولي المؤسّستَين الماليتَين في واشنطن الأسبوع الماضي، وتدارس معهم تلك المقترحات استعداداً لطرحها في لقاء نيروبي، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وقف تدهور سعر صرف العملة، وتوحيد القنوات الإيرادية المنقسمة، وإعادة صرف رواتب موظفي الدولة، وإعادة إنتاج النفط والغاز للتغلب على أزمة السيولة النقدية من العملات الصعبة، وإعادة النفقات التشغيلية لمؤسسات الدولة.
وكان غريفيث كشف في 5 أكتوبر الجاري أن الأمم المتحدة تناقش خطة طارئة للحد من هبوط الريال، واستعادة الثقة في الاقتصاد.
وقال غريفيث لرويترز في حينه إنه“لا يوجد مجال للشك لدي على الإطلاق في أن القضية الاقتصادية تأتي الآن في مقدمة الأولويات”.
وأضاف “داخل الأمم المتحدة، نتحدث عن الحاجة لمثل هذه الخطة الرئيسية… مجموعة من الإجراءات الفورية التي تتخذ على مدى أسابيع، حيث يمكن أن يجتمع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووكالات الأمم المتحدة، والخليج بالطبع، وحكومة اليمن لمناقشتها”مضيفاً أنه “اقترب من التوصل إلى حل يهدف إلى تفادي المزيد من مفاجآت اللحظة الأخيرة”.
وقال في أبوظبي “ما أريد حدوثه هو أن نتمكن خلال الأسبوعين القادمين على أقصى تقدير من حل تلك المشكلات، حتى نستطيع عندئذ أن نقول ‘حسنا‘، نعرف الآن الأساس اللوجستي لدينا، فلنعد إلى الطاولة.
وقال غريفيث إن الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي يعملان على توحيد البنكين المتنافسين (البنك المركزي بصنعاء وعدن) وعدم تسييس أنشطتهما خلال أسبوعين.