الرغم من أن تحسن قيمة الريال اليمني بعد سلسلة من الانهيارات المفاجئة الشهرين الماضيين بعث السعادة لليمنيين إلا أن معظمهم متوجس من أن الانخفاض السريع قد يجعل الريال خارج السيطرة مجدداً.لم يقدم البنك المركزي في عدن أي أسباب لهذا التحسن السريع في بيان نشره البنك مساء الأحد، لكن إجراءات اتخذها قد تكون ساهمت في ذلك، من بينها رفع سعر الفائدة إلى 27% وبيع الدولار الواحد لتجار السلع الأساسية ب580 ريالاً.وأوضح جميل أحمد، مصرفي بصنعاء لـ”يمن مونيتور”: سجل سعر الصرف في التعاملات النقدية بالسوق السوداء في صنعاء سعر صرف الدولار الأمريكي تراجع صباح اليوم في صنعاء ليصل إلى 600 ريال يمني، بعد أن سجل الليلة الماضية بقيمة 740 ريال لكل دولار. في حين تراجع سعر الريال السعودي إلى 165 ريال، وكان الليلة الماضية ب 195 ريال خلال الأيام القليلة الماضية.وسجلت محافظات أخرى أقل من ذلك، حيث سجل في تعز ومأرب وعدن 570 ريال للدولار الواحد وأقل من ذلك. على الرغم من أن البنك المركزي حدد سعره الرسمي ب580 ريال.لكن محال وشركات الصرافة ترفض البيع فقط تقوم بشراء العملة بهذه الأسعار. وقال صيرفي في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن معظم المحلات ترفض البيع وإذا تم البيع لعدد قليل من الدولارات يكون بقيمة 710 ريال. وانقسم الشارع اليمني إلى قسمين بين يقول ان هذا الانخفاض في أسعار العملات الصعبة يعتبر خدعة لسحب بقية العملة الأجنبية فقط لأن الصرافين يقومون ببيع الدولار ولايبيعونه مؤكدين بأن سعر الدولار سوف يصل إلى 900 ريال.غير طبيعيويرى الصيرفي أحمد: أن هذا الانخفاض في سعر الدولار والريال السعودي غير طبيعي ولم يأت نتيجة إصلاحات اقتصادية حقيقية وتطور اقتصادي مثل تصدير النفط وعودة السياحة والصادرات اليمنية للخارج على قلتها ودخول عملة صعبة للبلد وقال متوقعاً اذا ما كان هناك إصلاحات حقيقية فإن السقوط سيكون مدوي للريال اليمني.وتابع قائلاً: هناك شيء غامض وما زاد المخاوف أن محلات الصرافة تشاري بسعر منخفض وتبيع بسعر أعلى وكأن هناك خطة لسحب الريال والعملات من البلد ليعاود الريال انهياره إلى مستويات أكبر. ونقل مراسل “يمن مونيتور” توجس كبير بين الصيارفة والمواطنين وتخبط عملية الصرف وإغلاق كبير في أوساط المحلات المصرفية في وقت لا يوجد أي بيان أو معلومات من الجانب الحكومي يكشف ما يجري وتوضيح ما يحدث وإزالة الغموض في هذا الجانب.يقول المواطن علي الموشكي لـ”يمن مونيتور”: نتمنى أن تنجح الحكومة فعلا في معالجة الجانب الاقتصادي وتعمل على تقوية سعر الريال اليمني واستقرار سعر الصرف وصرف رواتب الموظفين والنهوض بالاقتصاد اليمني وإنقاذ أبناء اليمن من الأزمة الاقتصادية الخانقة ومراقبة التجار وإلزامهم بسعر موحد.ويرى أحمد علي وهو تاجر خضروات في سوق شعبي في صنعاء أن الطريقة التي انهارت بها العملات الأجنبية خلال ساعات تدعو للتعجب، والتوجس، “لايمكن أن يحدث ذلك في يوم وليلة هناك لعبة ومخطط وطرف كبير يريد أن يبث الأمل ثمَّ ينزعه من أرواح الناس”.وحول ردة فعل الزبائن لديه وحديثهم حول الموضوع يقول علي: “الناس لم تعد تثق بأحد مطلقاً، الكل تسبب بأزمة داخل البلاد والكل يتهم الأخر”. تراجع الدولار ولم تتراجع ضمائر التجاروعلى الرغم من ارتفاع قيمة الريال وانخفاض الدولار إلا أن أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية أفسدت فرحة المواطنين في صنعاء. ورفض التُجار خفض الأسعار. وقال فضل مقبل منصور، رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك يقدم عدد من التساؤلات، قائلاً: انهيار سريع لأخر أسعار الصرف للدولار الأمريكي والريال السعودي أمام الريال اليمني إن المواطن ينتظر إجراءات عاجلة لانخفاض الأسعار تتواكب مع انخفاض الدولار.. ولماذا لا تنخفص الأسعار في المواد الغذائية وفقا لآلية السوق أم أنها تتأثر بالارتفاع ومحمية من الانخفاض.وقال تاجر جملة في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: لم نتأكد بعد إن كان الانخفاض حقيقياً أو واحدة من معارك الاقتصاد في الحرب”.