قالت الأمم المتحدة إن الصراع المستمر في اليمن منذ أربع سنوات، خلف 250 ألف قتيل، وألحق تدميراً واسع النطاق، "تجعله بين أكثر النزاعات تدميراً منذ نهاية الحرب الباردة".
وأضافت في تقرير حديث صادر عن برنامجها الإنمائي، أن الحرب إذا ما توقفت هذا العام فيتوقع أن تبلغ خسائر اليمن حوالي 88.8 مليار دولار".
وأشارت التقرير إلى تدمير الحرب انجازات عقدين من الزمن، وتراجع اليمن 20 عاماً للوراء.
واستند تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على دراسة أعدها فريق باحثين من جامعة دنفر في الولايات المتحدة الأمريكية، تتناول انعكاسات الصراع في اليمن على مسار تحقيق أولويات التنمية التي اعتمدتها الدول الأعضاء في خطة 2030 للتنمية المستدامة.
وتقارن الدراسة بين 3 سيناريوهات محتملة لنهاية الصراع في اليمن خلال أعوام 2019 أو 2022 أو 2030، وسيناريو رابع مضاد يقوم على فرضية عدم احتدام الصراع بعد 2014.
وإذا انتهى الصراع في اليمن عام 2022، فسيكون معدل التراجع في مكاسب التنمية حوالي 26 عاما، أما إذا استمر الحرب حتى عام 2030، فسوف يعيش 71 بالمئة من السكان في فقر مدقع، فيما سيعاني 84 بالمئة منهم سوء تغذية، وسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية حوالي 657 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى الضغوط التي عانى منها اليمن قبل اندلاع الصراع عام 2015، حيث كان ترتيبه 153 بين دول العالم على مؤشر التنمية البشرية، وأشارت توقعات أن "اليمن لم يكن ليحقق أيا من أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وفق ما اتفق عليه قادة العالم، حتى لو لم يندلع الصراع".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف في اليمن، ومن يملك تأثيرا عليهم، إلى العودة لطاولة المفاوضات وتنفيذ اتفاق الحديدة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام استيفان دوغريك، أمس الثلاثاء، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وفي أواخر العام الماضي، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون، إثر مشاورات جرت في العاصمة السويدية ستوكهولم، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين، الذين يزيد عددهم على 15 ألفا.
وقال دوغريك للصحفيين: "اتصالاتنا مستمرة مع جميع الأطراف، وأيضا مع أولئك الذين يملكون تأثيرا عليهم، للعودة إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ اتفاق الحديدة".
واشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التقرير الصادر عن البرنامج الإنمائي والذي حذر من تراجع التنمية البشرية في اليمن نحو 20 عاماً نتيجة الحرب الدائرة هناك.
ومنذ توقيع اتفاق تهدئة بخصوص الحديدة بين الشرعية والحوثيين في السويد برعاية أممية، إلا أن الاتفاق ما زال حبراً على ورق يراوح مكانه، في ظل تعنت الحوثيين واصرار الحكومة على انسحابهم من الحديدة وموانئها، إضافة إلى أن البنود الفضفاضة التي تضمنها اتفاق ستوكهولم والتي تحمل أكثر من تفسير، ألقت بظلالها على تأخر تنفيذ الاتفاق ، وربما قد تتسبب في جولة حرب جديدة في الحديدة.