في خضم الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بتاريخ 12 أغسطس من الشهر الجاري إلى المملكة العربية أدلى بتصريح قال فيه وبالفم المليان بأن الأمارات والمملكة العربية السعودية تقفان في خندق واحد ... وطبعا مثل هذا التصريح الذي تزامن مع أحداث عدن الأخيرة قد قطع خط الرجعة على كل الذين كانوا يعتقدون بأن الإمارات ستقف في أحداث عدن الأخيرة إلى جانب الجنوبيين حتى لو أدئ ذلك إلى تأزم علاقتها بالمملكة العربية السعودية التي لم ولن تتأثر أو يصيبها الفتور في مثل هذه الأحداث العابرة كأحداث عدن التي لا يمكن أن تعكر صفو تلك العلاقة المتجذرة بين الإمارات والمملكة أللتان سرعان ما خرجة بموقف سياسي موحد بإزا تطور الأحداث في عدن كما وضعت تصريحات ولي عهد أبوظبي حدا لكل الذين يحاولون الإصطياد في الماء العكر من خلال دأبهم على التشكيك بعلاقة الإمارات الوطيدة والإستراتيجية بالمملكة العربية السعودية التي لم ولن تنال منها مثل هذه الأحداث التي أجتاجة عدن والتي حددة الدولتين في ضوءها موقفيهما والمتضمن عدم تخليهماعن الشرعية المعترف بها دوليا وتجليات ذلك تتجسد في مطالباتهما المجلس اللإنتقالي بعودة الأوضاع في عدن إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن خلال الأيام الماضية .. قد تبدو الصورة غير واضحة بالنسبة لبعض الواهمين الذين مازالوا يعتقدون بأن الإمارات مستعدة للتضحية بعلاقتها الاٌستراتيجية التي تربطها بالمملكة العربية السعودية لصالح سواد أعينهم التي ثبت بأنها عاجزة عن إختراق جدارالعلاقة الراسخة والتاريخية والمصيرية التي تربط الدولتين التي تزداد علاقتهم رسوخا وثباتا ... وقوف الإمارات والمملكة العربية السعودية إلى جانب الشرعية ليس بالأمر الغريب ولا بالأمر المفاجئ خاصة إذا ما أخذنا بالإعتبار بأن دولة الأمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية جزء من التحالف العربي الذي يخوض حرب ضروس ضد مليشيات الحوثي الإنقلابية التي أنقلبت على نظام الشرعية الذي وفر الغطاء السياسي والقانوني للحرب التي تخوضها دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية التي ستسقط عنها وعن التحالف الذي تقوده شرعية الحرب التي يخوضها التحالف العربي في اليمن ضد مليشيات الحوثي الإنقلابية أن هي رفعة يدها وتخلت عن نظام الشرعية لصالح المجلس الإنتقالي الذي لا يمكن أن يوفر لها الغطاء السياسي والقانوني الذي تتمتع به في ظل وجود الشرعية التي لا فكاك أمام دول التحالف إلا الحفاظ عليها وعلى ديمومتها .... سنكون مخطئين لو تصورنا مجرد تصور بأن أيا من دول التحالف العربي قد وضعة في حسابها أو على جدول أعمالها أو ضمن أولوياتها مسألة الإنتصار للقضية الجنوبية أو الدفاع عن خيارات الشعب الجنوبي التي لم تجد أدنى إهتمام من قبل دول التحالف العربي التي تتجاهل القضية الجنوبية ولا تعيرها أي إهتمام يذكر .... قيام الدولة الجنوبية لن يقوم إلا على أكتاف الجنوبيين وحدهم فهم وحدهم فقط القادرين على فرض خياراتهم وتمكين إرادتهم على ترابهم الوطني بغض النظر عن موقف دول التحالف العربي التي أنحصردورها منذ مجيئها إلى اليمن فقط على محاربة مليشيات الحوثي وليس الوقوف إلى جانب الجنوبيين أو الإنتصار لقضيتهم العادلة التي لم تنال حقها من العناية والإهتمام من قبل دول التحالف العربي التي سخرة كل إمكانيات وقدرات الشعب الجنوبي لمصلحة الحرب التي تخوضها ضد مليشيات الحوثي ولم تسمح للجنوبيين كي يتفرغوا لشؤون قضيتهم التي وضعة في طريقها العديد من العقبات خشية من تعارض مساراتها السياسية والنضالية مع مسار الحرب التي أقتضت مصلحتها بأن يدخل الجنوبيين معتركها ليس كشريك حقيقي يقف على قدم المساواة مع باقي الشركاء الذين يقاتلون مليشيات الحوثي كالشرعية ودول التحالف العربي وإنما وبكل أسف فرض عليهم أي على الجنوبيين أن يقاتلوا مليشيات الحوثي تحت لواء وراية الشرعية خصمهم الحقيقي بعيدا عن هويتهم الجنوبية التي لا تود دول التحالف العربي أن تعترف بها حتى اليوم رغم ما قدمه الجنوبيين من تضحيات جسام في هذه الحرب التي كان للجنوبيين فيها دورا فاعلا وحاسم وهذا ما جعلهم يعتقدون خطئا بأنهم فعلا شركاء دول التحالف العربي التي لم تقبل حتى اللحظة بشراكة حقيقية للجنوبيين في الحرب التي يخوضها التحالف الذي مازال مصرا على التمسك بالشرعية التي تعتبر أضعف حلقة في المعادلة السياسية والعسكرية التي تشكلت وظهرة خلال سنوات الحرب الماضية التي أفرزة واقعا جديدا يفرض على الجميع التعاطي معه ومع كافة مفرداته التي لا يستطيع أحد القفز عليها أو تجاوزها ومن تلك الوقائع الجديدة التي أفرزتها الحرب الراهنة هي تطور المسيرة السياسية والنضالية للقضية الجنوبية التي أنتقلت من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم وبات من الصعب على دول التحالف العربي التغاضي عن إنطلاق المارد الجنوبي الذي سيواصل مسيرته بكل عزيمة وإصرار حتى يبلغ مراميه ويحقق أهدافه المشروعة والعادلة التي تملي على دول التحالف العربي إعادة النظر في موقفها السياسي من القضية الجنوبية وفقا للمعطيات السياسية الراهنة التي أظهرة وبجلاء شديد طبيعة المتغير السياسي والعسكري الذي طراء عليها من خلال إلتفاف وتلاحم الجنوبيين الرائع حول قضيتهم التي لا يوجد اليوم في قاموسها السياسي والنضالي ولا في قاموس الجنوبيين ما يشير إلى التراجع عن مواصلة مسيرتهم النضالية حتى النهاية أو العودة بالأمور إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة مهما بلغت حجم التضحيات التي سيتعين على الجنوبيين تقديمها حتى لا تتوقف عجلة الثورة الجنوبية التي تحظى بدعم ومساندة مطلقة من قبل الشعب الجنوبي الذي بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى قادر على حماية نفسه وحماية قضيته وحماية كيانه السياسي الذي بداءة ملامحه تتشكل على أرض الواقع ....
بقلم:- العقيد/ محسن ناجي مسعد