لق محافظ حضرموت، أمس الاول، صرخة مدوية في كل الأرجاء الوطنية والاقليمية والدولية حول ضرورة الالتفات لحضرموت ودعمها في معركتها الاستباقية للتصدي ومجابهة وباء العصر، فقالها بكل صراحة وبعيدا عن التساهل والاتكالية وبيع الوهم للشعب الحضرمي بأن سلطاتهم المحلية قادرة وفي أتم الجاهزية والامكانية لمواجهة جائحة وباء عالمي يهدد البشرية جميعا كفيروس كورونا.
ولذلك كان عليه توجيه نداء استغاثة عاجل لقيادة الشرعية والتحالف ودول الخليج والعرب قاطبة، إضافة إلى المجتمع الدولي َوالمنظمات الدولية المعنية وكل التجار ورجال المال والاعمال الحضارم إلى سرعة تقديم الدعم الصحي العاجل لحضرموت لمواجهة خطر انتشار الوباء، وأكد للجميع من على منصة مؤتمره الصحفي بالمكلا، أن قدرات السلطة المحلية وامكانياتها لاتكفي لمواجهة خطر انتشار وباء عالمي عجزت عن مواجهته اقوى الدول بكل ما لديها من إمكانيات ومعدات وأنظمة صحية متطورة، مؤكدا ان تأخير او تساهل في تقديم العون الطبي العاجل للحضارم، يجعل قيادتهم المحلية في موقف عاجز مكتوف الأيدي عن تقديم اي خدمات صحية للمواطنين بالمستشفيات وتجهيز محاجر صحية وصولا إلى عدم مقدرة حتى على توفير وقود محطات تشغيل الكهرباء للمواطنين.
ولعل تأكيد وكيل وزارة الصحة مدير مكتب صحة ساحل حضرموت د. رياض الجريري في تعقيبه الهاتفي أمس مع قناة العربية الحدث بأن الأمر فعلا جد خطير وان مالدى حضرموت من إمكانيات لاتكفي لمواجهة خطر وباء كورونا،خير دليل على صوابية المحافظ واستشعاره لمسؤوليته الوطنية الملقاة على عاتقة، إزاء أخطر أزمات وكوارث القرن على مايبدو ومقارنة بحجم الخسائر والاضرار والمخاطر التي تعصف بالانسانية جمعا جنبنا الله جميعا من شرورها،ولا يخفى على الكثير إن اهتمام قيادة حضرموت وحرصها على التحرك الجدي في مختلف الاتجاهات ومخاطبة كافة الجهات المحلية والحكومية والاقليمية والدولية لتقديم الدعم اللازم، ليس لكون حضرموت الأسوأ في إمكانياتها الطبية او الرعاية والخدمات الصحية، وإنما لكونها - حسب تأكيد الدكتور الجريري أيضا- تحتضن الآلاف من أبناء المحافظات الأخرى ويتطبب في مستشفياتها سكان العديد من المحافظات الأخرى بل وتختضن الآلاف أيضا من النازحين المحليين والعائدين مؤخرا من المهجر، الأمر الذي يزيد من الأعباءة ويضاعف حجم المسؤلية على قيادة السلطة المحلية بحضرموت.
ومن هنا ينبغي على الجميع بحضرموت التقيد اولا بكافة الإجراءات الاحترازية المعلنة وعدم الاحتشاد والخروج والمصافحة والتجمع حتى وإن كان للصلاة في بيت الله أوتكرار تحدي سكان بعض المناطق المسطولة بالجهل والحميرة للكورونا، ممن يكشفون للعالم عن قلة وعي وسذاجة وغباء لاحدود له، كون الوقاية لنا وليست علينا وفيروس الوباء لايفهم لغة التحدي او الاتكالية السخيفة، مصداقا لقوله تعالى"ولاتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة".
ولذلك تقع على الجميع مسؤولية إنجاح الإجراءات الاحترازية وتطبيق قرارات حظر التجوال والتجمع، كون الامر يتعلق بوباء فتاك لايرحم وكارثة تتربص بشعوب العالم وتحدد مصير أمم وتمثل موتا او حياة وليس فيها خيار آخر، حسب تأكيد القائد المحافظ البحسني في حديثه الهاتفي أمس لقناة الغد المشرق،عن إستعداده لاتخاذ قرارات صارمة أخرى في سبيل مواجهة المخالفين لتطبيق إجراءآت الوقاية من كورونا، وفرض كل الإجراءات حتى ولو باستخدام القوة العسكرية في هذه المعركة المصيرية.وفق تعبيره،وعلى الجميع بما فيهم شخصه الذي يظهر في كل لقاءاته وتحركاته وهو ملتزم بكل الإجراءات الوقائية ويشدد على كل المسؤولين ومن يلتقيهم بالامتثال دون تفريط أو تساهل، بل وصل به الأمر وأمام عيني وكل من حظر لقائه بالاجتماع الموسع قبل يومين بأن وبخ البعض بمن فيهم أقرب مساعديه وبكل قسوة عملية ،حينما حاول الاقتراب منه دون مراعاة للمسافة المفترض تركها تجنبا لنقل الفيروس، وكان الله في عوننا واياه على التعايش مع ظروف الجائحة والامتثال لكل خطوات الوقاية من خطرها القاتل للآلاف وبعد أن تجاوز عدد المصابين فيها عالميا النصف مليون شخص.