إلى القط نيلسون
ومن لبنان إلى اليمن، حيث كتب شاب يمني مبدع يدعى أصيل سويد قصة قطة يمنية بعثت برسالة إلى قط إنكليزي يدعى نيلسون.
قصة مؤثرة نشرتها قناة «بي بي سي» عربي. أراد الشاب من خلالها أن يعبر عن مصاعب الحياة في مدينته تعز.
هكذا جاءت الرسالة:
«مرحبًا نيلسون أنا هيلن، كما يدعوني هذا الشاب الشقي المدعو أصيل، أما إسمي الحقيقي فهو خوزران.
هو يدعوني بالاسم الأجنبي هيلين محاولة منه لرفع معنوياتي.
لطالما عرض عليّ المبيت في منزله المتواضع واعتباري فرداً من أسرته.
لكنني كنت دائماً أرفض مفضلة العيش مع القطط البائسة في شوارع هذه المدينة، تائهين بين أزقتها متجولين حول أكوام القمامة، التي تراكمت وغطت البراميل. نبحث في تلك الأكوام عن لقمة العيش وأحياناً لا نجدها في ظل الحرب. لقد كانت القذائف تنهال علينا وكنا أسرى الحصار القاسي.
أصبح الكثير من المواطنين يأكلون معنا من أكوام القمامة، فهم لم يعودوا قادرين على توفير لقمة العيش لأنفسهم بسبب الفاسدين وتجار الحروب. وخلال الفترة الأخيرة ساءت الأوضاع جداً.
آه يا نيلسون الجميع هنا يقتلون بعضهم البعض.
يا عزيزي نيلسون حدثني أصيل عنك وجعلني أشاهد صورك في الانستغرام على حساب صحافية يمنيّة بريطانية اسمها سميّة. ظننتك مغروراً في بداية الأمر وأنا أتمعن في صورتك وأنت ترتدي قميصاً برتقالي اللون، أنيق الشكل.
ثم ناداني أصيل وأخبرني أنك عانيت كثيراً، وأنك كنت أيضاً مشرداً قبل أن تصبح فرداً من أسرة سمية.
أنت لطيف ومحبوب جداً، ورقيق المشاعر لذلك عانيت كثيراً.
يظن الأغلبية أننا قطط بلا مشاعر وناكرون للجميل.
أعرف الشعور جيداً عندما يعيلك أحدهم بعد ضياعك في الأزقة والشوارع ويجعلك تشعر أنك قط حقاً ومهم لدى أحدهم ولك مكان ما في هذا العالم».
عندما قرأت الرسالة بكيت بحرقة على أطفال اليمن على ضحايا الحروب والمجاعات. على أناس رحلوا ولم يهتم لرحيلهم أحد. على جثث شباب لم تجد من يدفنها.
وتساءلت هل كان العالم ليهتم بكورونا لو كان فقط يطال الفقراء والمنكوبين؟
وباء كورونا ليس أقسى من الجوع.
فطوبى لكل من يمد رغيف خبز لجائع.
*كاتبة لبنانية