ضان فرصة لقضاء ديوني وإسعاد بناتي، فبقية أشهر السنة نمر بأزمة مالية شديدة لا يخارجنا منها الا هذا الشهر الفضيل” هكذا عبرت لميس قائد (38عامًا) عن سعادتها بقدوم رمضان كونه الشهر المناسب لبيع رقائق السمبوسة التي تقوم بصناعتها في منزلها كل موسم رمضان.
وزوجها وابنتهما يعيشون بمنطقة قريبة من خط النار في مدينة تعز، أضافت الحرب عبء على كاهلها، حين تسبب بفقد زوجها لمصدر رزقه في بسطة الخضار التي كان يمتلكها، “قبل الحرب كنت أساعد زوجي بمصاريف البيت، لكن الوضع اختلف الآن، فأنا من يتحمل مسؤولية الأسرة كاملة ومصاريف بناتي، لذا فيتضاعف جهدي للعمل في رمضان، كونه فرصة لا تعوض لسد احتياجاتنا”، تقول لميس.
بدأت لميس بالتجهيز والاستعداد لصناعة (رقائق السمبوسة) أواخر شعبان، وقامت بتوفير الدقيق والزيت والسمن اسطوانات الغاز، تقول لميس: “اقترضت من إحدى قريباتي مبلغًا لشراء متطلبات ومواد الإعداد والتجهيز، وسأقوم برده بعد تأميني لرأس المال من الأرباح التي سأجنيها”.
وقت طويل
تقضي لميس 7 ساعات متواصلة في إعداد وتحضير رقائق السمبوسة ومن ثم توزيعها على البقالات (محلات بيع المواد الغذائية) وهذا الأمر يرهقها وتشعر بتعب العمل والصوم ومسؤولية المنزل في آن واحد، لكنها ترى أن ذلك أفضل من سؤال الناس. وبنصف ابتسامة تتابع لميس: “يقول المثل (من شقي لقي ومن رقد تمنى)، وأنا لن احتاج لأحد، طالما والعافية تسري في بدني، ولن أجعل ابنتاي يتمنيان ما في أيادي الناس، حتى إن كان ذلك على حساب صحتي”.
تقول لميس في حديثها لـ “صوت إنسان”: أنا متفائلة جدًا بأني سأجني أرباح من تعبي هذا، فهذا الشهر فيه ليلة خير من ألف شهر وسيبارك الله لي.
تتجلى صورة الحاجة والاحتياج ليدفع الناس بعضهم ببعض فيكون رزق الكثير من النساء وفق ثقافة استهلاك نساء أخريات حيث يفضلن الحصول على وجبه معينة كسلعة جاهزة تختصر عليهن الكثير من الجهد والوقت فكثير من نساء الحي يعتمدن بشكل كلي على الرقائق التي تصنعها السيدة لميس طيلة شهر رمضان مما اكسبتها سلعتها شهرة في حيها والأحياء المجاورة.