نقص مراكز العلاج يزيد من معاناة مرضى السرطان في اليمن

يعاني مرضى السرطان في اليمن من صعوبات كبيرة من أجل الحصول على العلاج، في ظل نقص المراكز المتخصصة والتجهيزات الضرورية ما يقلص فرص تعافيهم. لا يوجد في اليمن سوى عدد أصابع اليد لمراكز علاج السرطان وجميعها غير مؤهلة لمواجهة الداء الفتاك في بلد تفوق مساحته نصف مليون كيلومتر مربع وعدد سكانه 30 مليون نسمة، بينما يتم تسجيل 25 ألف حالة جديدة سنوياً، بحسب تقارير سابقة لوزارة الصحة ، ويسجل المرض ارتفاعاً مستمراً لعدد المصابين. ويعد السرطان ثاني سبب للوفاة في اليمن بعد أمراض القلب والشرايين ، وينتشر المرض بكثافة في جنوب ووسط البلاد . وتسلمت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الأرض بمساحة تقدر بــ 50 ألف متر مربع من مصافي عدن ، التي أٌقيم عليها مستشفى الأمل لعلاج الأورام السرطانية ، وعلى تلك الرمال الذهبية والشواطئ الهادية ، وبعيدا عن ضوضاء المدينة ، انطلقت المرحلة الأولى للمشروع بداية العام 2012 لكن المشروع ما لبث أن توقف بعد عام من انطلاقه ، كانت الفكرة قد بدأت من قبل المؤسسة الوطنية للسرطان العام 2010 لتشييد أول مركز متخصص في علاج الأورام والحد منها ، كان ذلك قبل أن تتم عملية إزاحة المؤسسة عن المشروع وتهميشها بحسب المصادر . وهو المستشفى الأول الذي تم إطلاقه أطراف مدينة عدن على مساحة تقدر بــ 50 ألف متر مربع لاستقبال الحالات من جميع المدن اليمنية ، لكن توقف إكمال مراحل المشروع الضخم والمرصود له موازنة ضخمة ، هل يتحول إلى بؤرة للفساد؟! . على الرغم من أن المشروع بدأ بوتائر عالية من قبل كبرى شركات المقاولات في اليمن ((السعيد للمقاولات والخرسانة الجاهزة)) ولكن فجأة توقف العمل لما يزيد عن خمس سنوات، ولم يتم إنجاز حتى المرحلة الأولى، علماً بأن المدة التي توقف بها المشروع كانت كافية لإتمام جميع مراحل المشروع وبتوقفه توقفت معه جميع أحلام مرضى السرطان في اليمن. أكثر من خمس سنوات مضت إلى الآن والمشروع لم ينجز ، في حين كان يفترض أن يبدأ باستقبال جميع الحالات من كافة المدن اليمنية ،قبل عامين من الآن . الأمر الذي يضع أكثر من سؤال ، هل يعود هذا التوقف إلى خلافات بين المشرف العام / محمد العامري والمؤسسة الوطنية لعلاج السرطان أم لخلافات بين العامري وشركة السعيد للمقاولات؟! أم تم ربطه بشبح الانفصال من قبل القائمين عليه ، أم إلى ماذا تحديداً يعود توقف إنجاز المشروع؟!! . من جهتها قالت اللجنة المشرفة على المستشفى العام 2013 ، وقبيل الانتهاء من المرحلة الأولى : " إن المستشفى يتكون من ثلاث مراحل، وإنه في طور الانتهاء من المرحلة الأولى والمتمثلة في بناء الهيكل الخارجي للمستشفى ، وتجهيز العيادات الخارجية، وكذلك المختبرات والصيدليات والخدمات الإدارية . و أن المرحلة الثانية تتمثل في تجهيز مبنى الإقامة بأقسامه الثلاث (رجال ـ نساء ـ أطفال) مع بقية الخدمات المرافقة لذلك، فيما تتمثل المرحلة الأخيرة في تجهيز مركز الطب النووي الإشعاعي ومركز الاكتشاف المبكر للمرض، مع الانتهاء من تجهيز سكن الأطباء، والذي سيقسم إلى تسعة مبانٍ ، وكذلك الانتهاء من تجهيز مركز دراسات وأبحاث، ومركز تعليمي وتدريبي، إلى جانب تجهيز مسجد " . وقالت : "من المتوقع أن يتم إنجاز العمل بشكل نهائي في المستشفى خلال العام القادم (2014)، وإنه سيكون صرحاً طبياً متكاملاً ..كما سيتم مستقبلاً تطويره ليصبح مدينة طبية من خلال القيام بأعمال التوسعة بالاعتماد على الخطط والدراسات المعدة للمشروع.. ليتفاجأ الجميع بعد مضي أكثر من خمسة أعوام بعدم اكتمال المشروع ، على الرغم من أن المدة المقررة لاكتمال وانتهاء جميع مراحل المشروع كانت 3 سنوات فقط . في حين إن ما تم إنجازه طيلة الخمس السنوات هو بناء المرحلة الأولى وتشطيب الدور الأرضي فقط ، وتحويله إلى عيادات فيما المشروع مازال متوقفاً حتى اللحظة عن إكمال المرحلة الثانية والثالثة والبدء باستقبال المرضى رسمياً وتوفير أسِرة لتمديد مئات المرضى مثلما كان مخططاً له ، لكن ذلك لم يحدث بعد مضي خمس سنوات واكتفى القائمون عليه بإجراء الفحوصات والمعاينات للمرضى فقط ! . ما أدى لتجميد الوضع منذ ذلك التاريخ دون محاسبة أية جهة تسببت في ضياع عشرات المليارات في ظل معاناة المرضى الدائمة والحاجة لهذا المركز . ثم يأتي مسلسل السقوط الأخير لهذا المشروع الضخم ، الذي جمعت مليارات لتشييده في مدينة عدن تحت إشراف محمد العامري في مراحله الأولى بجباية الأموال من المرضى . المرضى ينتظرون في رواق الموت في حين يوجه المرضى صرخة استغاثة باسم مرضى السرطان الذين يعانون في صمت بضرورة الإسراع في تجهيز المركز مثلما وعد القائمون عليه للمتبرعين ورجال الخير . قائلين : هل نحن مضطرون للانتظار لعدة أعوام من أجل موعد للعلاج بالأشعة ؟!!. ويضطر آلاف المرضى لقطع آلاف الكيلومترات إلى الخارج من أجل العلاج بسبب نقص مراكز علاج الأورام في الداخل . ولعل افتتاح مركز الأورام في عدن كان يؤمل أن يخفف من معاناة عشرات الآلاف من اليمنيين ، ليقدم العلاج مجاناً للمرضى الذين لم يجدوا مكاناً لهم في المراكز الأخرى . ويضطر المرضى للسفر إلى الخارج وخاصة إلى الهند والأردن ومصر من أجل العلاج . الفحوصات والعلاجات ليست بالمجان! بناء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية بالمجان في عدن كان حلما بعيدا‏ً.. ودائما الأعمال العظيمة تبدأ بحلم صغير، ومن خلال العمل الجاد والسعي المستمر والجهود الحقيقية ، كان يفترض أن يتحول الحلم الصعب إلى حقيقة‏ ملموسة على الأرض لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ، نظير الدعم السخي الذي رصد لهذا المشروع . وهنالك نوعين للتبرع: تبرعات عينية كبيرة‏، كالشركات كبيرة في مجالات متعددة كالحديد والإسمنت والسيراميك والدهانات والزجاج والأرضيات والألمنيوم تبرعوا تبرعات عينية. والتبرع النقدي‏ سُلِّم للقائمين على المشروع بقيادة الشيخ العامري خاصة التبرعات الخارجية من أمراء ومتصدقين في الخليج ودول عربية وجمعيات خيرية. أو تبرعات أودعت في حساب المستشفى وهذا من خلال الحساب المفتوح لبناء المستشفى في البنوك المختلفة‏ ، وهذه حسابات مكفولة الضمان والأمان تماما ، والجميل أنه رغم الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها المواطن اليمني البسيط إلا أنه يتبرع من أجل محاربة المرض وإنقاذ المرضى خاصة الأطفال. فنجد الكثير من الرجال والنساء تبرعوا بعشرات الملايين وكذا بالذهب، وعدد من الأصول من بينها سيارات تبرع بها مواطنون لصالح بناء المستشفى؛ فضلا عن مئات الملايين التي قدمتها جهات حكومية وغير حكومية ومصانع وشركات وكثير من الجهات الحكومية تبرع موظفوها براتب يوم لصالح الحد من الداء الفتاك سواء كانت للمستشفى او لمراكز أخرى مختصة بمواجهة المرض . وهناك أيضاً العشرات من المتطوعين تطوعوا لجمع التبرعات و العمل من أجل أن يرى المشروع النور العام 2014 م . في ذات السياق أفاد عدد من المرضى الذين ذهبوا لإجراء الفحوصات بالمستشفى بأنهم دفعوا مبالغ مقابل إجراء الفحوصات ، وتم تزويدنا بعدد من السندات من قبل المرضى لمبالغ دفعوها مقابل إجراء الفحوصات والمعاينات. في حين أنشئ المركز على تبرعات طائلة من أموال المتبرعين والمحسنين لإنشاء هذا الصرح الطبي في مدينة عدن لتقديم العلاج المجاني لمرضى السرطان في مدن الجنوب. وهو الأمر الذي كان يؤكده الشيخ محمد العامري في برامجه التلفزيونية خلال عمليات جمع التبرعات بأن المشروع يقدم العلاج المجاني والمعاينات وصرف العلاجات مجاناً لجميع مرضى السرطان. الأمر الذي أثار غضب المرضى وذويهم من أن يتحول المشروع ، الذي جمعت له عشرات المليارات من تجار ومحسنين وأمراء في دول الخليج والدول العربية لإنشاء أكبر صرح طبي لعلاج الأورام في مدينة عدن. - حملات التبرع استطاعت التأثير على الناس وجلبت مليارات ولا يعلم أحد عن حجم الأموال المتبرع بها. مستشفى الأمل كان لها النصيب الأكبر من حملات الدعاية المؤثرة التي استطاعت أن تجلب عشرات المليارات من الريالات منذ تم فتح باب التبرع لبناء المستشفى، حتى أن العديد من الأمراء ورجال الأعمال ومحسنين من دول خليجية تبرعوا لصالح بناء المستشفى بملايين. نهاية رمضان العام 2013 أعلن العامري في آخر حلقة على شاشة "السعيدة" في برنامجه بأنه خلال 30 حقلة في ليالي الشهر الفضيل وصلت إجمالي التبرعات مليار وربع المليار ريال. لكن الصدمة أن المشروع لم ينجز كما وعد القائمون عليه ، بأن مدة إنجاز المشروع بجميع مراحله كانت ثلاث سنوات ولكن إلى الآن انقضت أكثر من خمس سنوات ولم ينجز 50% من المشروع وتوقف العمل فيه . إضافة إلى ذلك لم يعلن القائمون على المشروع عن التكلفة الحقيقية للمشروع ؟ وكم إجمالي مبالغ التبرعات التي تلقونها منذ إطلاق حملة التبرعات قبل سنوات وحتى الآن . الإشراف والرقابة لكن المعروف أن الحكومة هي المسؤولة عن الإشراف والرقابة على مثل هذه التبرعات ورقابتها ، في حين أن ما حدث كان العكس واتضح أن الحكومة ليس لديها أدنى معلومات عن المشروع ،ولا حجم الأموال التي رصدت لصالح تشييده وإدارته . فضلاً عن صمت الحكومة عن توقف المشروع ، ولا وجود لأي متابعة عن إنجاز المشروع ، ولماذا توقف رغم انقضاء المدة المقررة له منذ أكثر من عامين من الآن من قبل الحكومة ووزارة الصحة والسلطات المحلية في عدن والمؤسسة الوطنية للسرطان وهي الجهة التي يفترص أن تكون مسؤولة عن الإشراف على المشروع؟! . ويأمل المرضى من توفير رقابة وإشراف حكومي على المشفى ، بعدما أثار غضبهم وذويهم من تحول المشروع إلى مشروع ربحي ،بعدما جمعت لصالحة عشرات المليارات من تجار ومحسنين وأمراء في دول الخليج والدول العربية لإنشاء أكبر صرح طبي لعلاج الأورام في مدينة عدن . لسنا بصدد التخوين لأحد ، بل على العكس جميعنا نشجع ثقافة التبرع باعتبارها أهم صور التكافل الاجتماعي، لكن الأهم هو تقنينها حتى توجه لصالح المشروع وإكمال باقي مراحله . - موظفو المستشفى يستنكرون القرارات التعسفية من قبل الشيخ العامري بفصل عشرات الأطباء من أبناء عدن استغرب موظفو مستشفى الأمل من التعسفات الكيدية للمشرف العام الشيخ / محمد العامري وقيامه بفصل العشرات من كوادر المستشفى من أبناء عدن والجنوب العاملين بالمستشفى خاصة من دون أي سابق إنذار ،في محاولة يائسة لإرهاب الموظفين الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه كما يقولون . وبدلاً من أن يمنح صلاحيات إدارة المستشفى للإدارة الحالية في المستشفى يقوم العامري نفسه باتخاذ قرارات الفصل بحق العاملين من منفاه في الخارج ويرسلها لإدارة المستشفى بتنفيذها مثلما أكد العاملون للصحيفة . وحصلت "الأمناء" على كشوفات خاصة من مصادرها تكشف عدد الموظفين الذين تم فصلهم من المستشفى من قبل الشيخ العامري. فالشيخ محمد العامري يعتبر نفسه هو المالك الفعلي للمستشفى ، وهو من يتخذ كافة القرارات المتعلقة بالمشفى والإدارة ،على الرغم من أن العامري قدم نفسه للناس والمتبرعين بأنه صاحب فكرة جمع التبرع لصالح بناء المستشفى الخيري ، وليس بناء مستشفى خاص به كما يفعل حاليا في قرارات التعيين والفصل والبناء وغيرها من قرارات الإدارة هكذا يصفه العاملون في المستشفى معتذرين من الإدلاء بتصريحات خوفاً من أن تصل قرارات فصلهم. وكان موظفو وموظفات المستشفى نفذوا الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية ضد القرارات التعسفية التي اتخذها المشرف العام على المركز الشيخ / محمد العامري بحق اثنين من زملائهم العاملين . وقال العاملون بمركز الأمل للأورام بأن العامري فصل اثنين من العاملين دون وجه حق الأسبوع الفائت . مؤكدين بأنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها العامري قرارات تعسفية بفصل للعاملين بالمركز . وتنشر الصحيفة للمرة الأولى كشفاً كاملاً بالأطباء والممرضين الذين فصلهم العامري خلال الفترة الماضية . 25 ألف مصاب سنوياً وبحسب تقارير حكومية وغير حكومية فإن مرض القلب والسرطان هما في أعلا قائمة الأمراض التي تفتك بعشرات الآلاف من اليمنيين سنويا . إذ تشير التقارير إلى أن السرطان وحدة يصيب أكثر من 25 ألف شخص سنوياً في اليمن ويفتك بما يزيد عن 60% من المرضى خلال العام . وفي تقرير صدر حديثا لمنظمة الصحة العالمية قدر عدد من يصيبهم السرطان في اليمن بـ 20 ألف شخص سنوياً فيما تصل نسبة الوفيات 60% من هذا العدد أي 12 ألف شخص في السنة ويتماثل للشفاء وبحسب التقرير الدولي ما يتراوح نسبته بين 25 ـ 30% من المصابين ويعيش لأكثر من عام 10- 15%. ويوضح تقرير منظمة الصحة العالمية بأن سرطانات الجهاز الهضمي تمثل في اليمن ما نسبته 8.13% يليه سرطان الفم واللثة بنسبة 7.10% وهذا نوع من السرطان ينتشر في الحديدة بشكل خاص ثم سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 5.10% وسرطان الثدي 4.10 فيما تمثل نسبة سرطان الدم 9.8%.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص