تزّت العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الأربعاء، على وقع جريمة بشعة آلمت اليمنيين جميعا، أقدم خلالها أحد الآباء، على وضع حد لحياة نجله الصغير الذي لم يكمل ربيعه الثامن بعد، وتعذيبه حتى الموت على مرأى ومسمع من أفراد أسرته.
وفي التفاصيل، فإن هذه الجريمة البشعة وقعت في مديرية التحرير بالعاصمة صنعاء، عندما دخل الأب إلى داخل الغرفة المخصصة لحبس طفله وإجباره على البقاء فيها دون طعام، وأشبعه ضربا وتعذيبا قبل أن يتم نقله إلى المستشفى الذي أكد الأطباء فيه بأن الطفل قد فارق الحياة.
وبحسب أحد أشقاء والدة الطفل الضحية، فإنهم تفاجأوا بمكالمة هاتفية من أحد ضباط وزارة الداخلية، الذي أبلغهم بوصول الطفل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة للغاية، وتظهر على جسده آثار وعلامات تعذيب وحشي، ليكتشفوا لاحقا إن الطفل فارق الحياه متأثرا بجراحه الناتجة عن إقدام والده على تعذيبه وحبسه وحرمانه من الطعام طوال أيام.
ويؤكد أقارب الطفل: إن الجاني يعد متهم سابق بالإعتداء والتعذيب الجسدي على أطفاله، مضيفا: إن الجاني لا يعاني من أية إضطرابات نفسية، وإنه كثير الشكوك والأوهام.
وبحسب المعلومات الأولية التي تم إستقاءها من محيط الأسرة، فإن الأب كان قد إختطف الطفل من أحضان والدته ، وهو لايزال رضيعا في عامه الثاني، وعلى الرغم من كون المحكمة قد أنصفت الأم وقضت لها بحضانة الطفل، إلا أن الجاني إستغل نفوذ شقيقه الذي قام بعرقلة تنفيذ الحكم، ليتم حرمان الأم من أبسط حقوقها في رؤية طفلها.
وأوضح: لم يستطع القضاء أن يستعيد الطفل لأحضان والدته التي تهشم قلبها على ابنها ولم تستطع حتى رؤيته طوال ما يزيد عن 5 سنوات، وحُرمت من كلمه ماما من فمه.
ويتابع قائلا: عندما عجز القضاء من إستعادة الطفل، داست أختي على كل العادات والتقاليد وحملت نفسها وذهبت لمنزل طليقها بعد أن خلعته بحكم من المحكمة، لتبحث عن بصيص أمل لرؤية نجلها، وتفاجأت برفض طليقها وأسرته حتى على فتح الباب أو الرد عليها.. وعندما إلتقت بشقيق زوجها، قالت له: (خافوا الله وردوا لي إبني، فأجابها إجابة صادمة بالقول: (خلينا ندخل جهنم كلنا).
ويواصل سرد مأساة شقيقته بالقول: مرت الأيام وشقيقتي تأمل أن ترى إبنها يوماً
فكان الأجل أسرع من أملها ومات الطفل على يد أبيه، بعد أن حبسه في الغرفة دون طعام والمنزل مكتض بالسكان الذين لم يستنكروا هذه الجريمة.
وطالب جميع الحقوقيين والصحفيين والنشطاء، بالاضطلاع بدورهم بهذه القضية ونقل وقائعها حتى تصل للجميع، لتكون قضية رأي عام، مناشدا الجهات المختصة في الدولة، بسرعة إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ضد الجاني، وإنزال أشد العقوبات عليه.
بدوره، أدان الاتحاد العام لأطفال اليمن واستنكر بشدة، إقدام أب تجرد من كافة القيم الإنسانية على ارتكاب هذه الجريمة التي راح ضحيتها طفل بالثامنة من عمره.
ووصف الاتحاد في بيان -تم توزيعه على وسائل الإعلام- هذه الجريمة بالنكراء، والتي تعتبر الأولى من نوعها في مجتمع مسلم كالمجتمع اليمني.
وأطلق الاتحاد العام لأطفال اليمن، نداء مفتوحا لكافة الناشطين والمهتمين ورجال الإعلام ولكافة الأهالي، دعاهم خلاله إلى وقوفهم بجدية أمام هذه الجريمة، وإدانتها، والمطالبة بمعاقبة الجاني الذي تجرد من كل مشاعر الأبوه.
وشدد على أهمية مثول الأب أمام القضاء، وإنزال أشد العقوبات التي تتناسب وبشاعة الجرم الذي أقدم على إرتكابه.
وناشد البيان وزارة الداخلية وبقية الجهات المختصة والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الإضطلاع بدورها تجاه هذه الجريمة التي حرمت أم من طفلها.
وأكد: إن الاتحاد العام لأطفال اليمن لن يهدأ له بال حتى يتم معاقبة الجاني، مشيرا إلى أن والدة الطفل الضحية تعيش ظروفا نفسية صعبة وقاسية، وعلى كل يمني ويمنية أن يضع نفسه مكانها.
على السياق ذاته، فقد لاقت هذه القضية استنكار شديد وإدانة واسعة من النشطاء والمهتمون، ورواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بمعاقبة الأب الذي أقدم على قتل نجله.
واستغربوا وقوع هذه الجريمة في ظل صمت أسرة الجاني التي تعيش معه بنفس المنزل، معتبرين صمتهم على تعذيب الطفل لعدة مرات، بمثابة موافقتهم على هذه الجريمة.